اعتبر المدرب الوطني والمحلل بقنوات الجزيرة الرياضية نايف العنزي، أن الهلال يمثل "أرضاً خصبة"، مؤكداً أن إمكانات سامي الجابر تؤهله للنجاح في مهمته كمدرب لفريقه الكروي الأول، ممتدحاً احتراف المدربين علي كميخ وعبدالرحمن الحمدان ومن قبلهما سليمان العيسى خارج حدود المملكة كخطوة ستخلق فرصاً أكبر للمدربين السعوديين. وطالب العنزي في حواره مع "الوطن"، الاتحاد السعودي بضرورة دعم المدرب الوطني كما يحدث في مختلف المجالات الأخرى، مشيراً إلى أن الاهتمام بهم أهم وأولى من التحكيم. الجابر مدرباً للهلال، كيف ترى أثر ذلك على المدرب الوطني؟ تعيين الجابر نقلة كبيرة وخطوة تشكر عليها إدارة الهلال.. للأسف نحن متأخرون جداً، وبلد بحجم المملكة ومساحتها وعدد أنديتها، كان من المفترض أن يعتمد على الكوادر الوطنية منذ سنوات، والمدرب الوطني صاحب مهنة كالطبيب والمهندس والمعلم، متى ما دعم ومنح الفرصة ستجني الدولة والرياضة السعودية النجاحات، وستخف الأعباء على الأندية التي نشاهدها تصرف الملايين سنوياً على مدربين لا يكمل بعضهم موسماً واحداً. وهل نجاح الجابر سيغير الكثير، وفي حال فشله هل ستزداد معاناة البقية؟ نجاحه سيغير من قناعة الشارع الرياضي بشأن المدرب الوطني الذي تنقصه الفرصة، بدليل ما فعلته أوروبا وكوريا واليابان وكذلك دول الخليج التي بدأت تهتم بمدربيها، وكذلك فإن فشله لا يعني نهاية العالم، لأن هناك عوامل مساعدة للنجاح والفشل، ولو نظرت لكبار مدربي العالم ستجد أن بعضهم نجح في مكان وفشل في آخر. شخصياً هل تتوقع له النجاح؟ الهلال أرض خصبة للنجاح، والجابر يملك الإمكانات، وأتمنى ألا يُحارب وأن يدعمه الجميع، لأن نجاحه لن يسجل له شخصياً بل لكل مدرب وطني.. كنا نفتخر ولا زلنا بنجاحات عدد من الوطنيين في مقدمتهم خليل الزياني ومحمد الخراشي وناصر الجوهر، وإن شاء الله، يكمل الجابر ما بدأه هؤلاء الكبار. وماذا عن تولي علي كميخ وعبدالرحمن الحمدان الأمور الفنية في الفيصلي الأردني؟ احتراف كميخ والحمدان وقبلهما سليمان العيسى في الغرافة القطري منذ سنتين سيعطي مساحة أكبر للمدربين السعوديين، ونجاحهم سيزيد فرص المدرب الوطني ليس في المملكة فقط بل حتى خارجياً.. البعض يرى أن عدم التفرغ هي المشكلة التي تواجه المدرب الوطني، ولكن السبب الحقيقي وراءها هو عدم إتاحة الفرصة لهم، ولو أتت الفرصة لأحد المدربين الوطنيين فتأكد أنه سيتفرغ للتدريب وإذا نجح ووجد البيئة الملائمة سيتجه إليه كوظيفة ويتفرغ لها بالكامل. على المستوى الشخصي تملك شهادة تدريبية (البرو) ونتابعك في التحليل الفضائي، لماذا لم تتجه للتدريب فعلياً؟ التدريب من أولوياتي، وأنا مدرب في الفئات السنية بنادي الشباب منذ عامين، وبمشيئة الله سيكون الوضع أفضل مستقبلاً، وهناك ارتباط وثيق بين التدريب والتحليل، وهذا ما تعلمناه في الدورات التدريبية وهو أن مهارات تحليل المباريات وقراءة الخصوم تزيدان من قوتك كمدرب، ومن خلال عملي فضائياً استفدت كثيراً في مجال مهنتي. تم إبعاد عبداللطيف الحسيني وهو من أفضل مدربي اللياقة البدنية بعد مجيء الجابر للهلال فيما آخرون كأحمد الزهراني لا يدربون، أين الخلل؟ الحسيني يملك تاريخاً ناجحاً مع فرق مثل الشباب والاتحاد والهلال وكذلك المنتخب الأول، وكونه ليس ضمن طاقم الجابر ليس قضية ولا يقلل من إنجازاته، وبالنسبة للزهراني فسبق له العمل في نادي الرياض وكذلك عمل معنا في الشباب، وهناك عبدالله المهيدب وغيرهم كثير، ولكنهم بحاجة فقط للفرصة. كيف ترى ابتعاد الخراشي عن عضوية الاتحاد وهو المسؤول عن المدربين؟ ابتعاده خسارة كبيرة بالنسبة لنا كمدربين، فهو ممثل لنا في الاتحاد السعودي.. للأسف لا زلنا نجهل أهمية المدرب الوطني، لنترك سامي وغيره من المدربين يعملون ولا بد من أن نفهم أن نجاحهم ضرورة لضمان نجاح الرياضة السعودية، كما هو الحال بالنسبة للحكام، بل إنني أرى المدربين أهم بكثير وهو ما يؤكد عليه ويدعمه الاتحاد الدولي دائماً. وعلى من تقع المسؤولية؟ العتب الأكبر على الاتحاد السعودي والأندية.. دعني أذكر مثالاً بسيطاً، بعد تحقيق الاتحاد كأس الأبطال بفريق جله من العناصر الشابة، انهالت عبارات المديح على مدربه الإسباني بينات وهو لم يتسلم الفريق سوى قبلها بفترة وجيزة، ولم يتحدث أحد عمن أخرج هؤلاء الشباب وصقل موهبتهم وكان خلف نجاحهم، ومنهم محفوظ حافظ وإبراهيم سويد وغيرهما، ولم يتطرقوا لعملهم وما قدموه للفئات السنية، وهم من قدموا لاعبين سيخدمون الاتحاد لسنوات وكذلك سيحققون مردوداً مادياً للنادي. سأتحدث أيضاً عن تجربة عايشتها، كنت أعمل في نادي الشباب وكان مدرب الفريق في ذلك الوقت فرنسياً، وكان يأتي لنا لاعبون موهوبون ولكن المدرب لا يمنحهم فرصة بحجة تركيزه في بداية الموسم على الأسماء الموجودة لديه، وهو كأي مدرب أجنبي لا يهمه أن يبني للسنوات المقبلة بل يبحث عمن يخدمه وقتياً فقط، ومن خلال وجودي في النادي أصررت على مشاهدة المستجدين وكان من بينهم أحمد وعبده عطيف وبعد شهر بدأ المدرب يمنحهم فرصة، والآن شاهد من هو قائد الفريق. ولو كنت في موقعه، هل ستفعل غير ما فعله؟ حتى أكون صادقاً معك، لو دربت فريقا خارج المملكة لن أبحث عن لاعبين وبناء فريق، بل سأركز على من هو موجود معي وسأبحث عمن يحقق لي النجاح فقط، لأني لا أعلم هل سأبقى أم سأغادر ويأتي مدرب آخر ويغير الفريق. نال اللاعبون أخيراً الاعتراف بمهنتهم كلاعبين محترفين، لماذا تم تجاهل مهنة المدرب؟ لا يوجد ارتباط بين المهنتين، ونجاح المدرب يكون أساساً بعد فترة من تركه مجاله لكرة القدم وحتى ذلك الوقت يفترض أن يكون أمّن نفسه وظيفياً، وعلى عكس اللاعب الذي لا يجد الوقت لتأمين نفسه وظيفياً، والأهم من الاعتراف بالتدريب كمهنة هو إعطاء المدربين الوطنيين الفرصة وبعدها من الممكن الاعتراف بالمهنة. ألا ترى بأن على أندية ركاء من الأولى الاعتماد على الوطنيين وتخفف من أعبائها المالية؟ أندية الأولى تتحمل عدم منح المدرب الوطني الفرصة بحكم أنها الانطلاقة الأولى للنجاح ولضعف مواردها المالية لعدم وجود رعاة، وأتمنى من الاتحاد السعودي أن يفعل ذلك ويدعمه، ونجد في الإمارات أن قرار توطين المدربين كان ملزماً على أندية الدرجة الثانية والآن يطبق على أندية الأولى، وبالطبع الاتحاد لن يجبر الأندية على اختيار مدرب بعينه بل سيترك المجال أمامك لتختار من تشاء وإذا لم ينجح اسم ما هناك آخر سينجح.. شاهدنا سلطان خميس يصعد بفريق الكوكب إلى دوري ركاء للمحترفين وسبقه عبدالله غراب بأن صعد بحطين من الثانية إلى الأولى، وهناك نجاحات كثيرة ستتعزز بالفرصة والثقة.