قللت وزارة الصحة من مخاوف خبراء الحميات حول التطورات المتصلة بانتشار فيروس كورونا مع اقتراب موسم الحج بعد تسجيل العدد الأكبر من الإصابات والوفيات في السعودية. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة الدكتور خالد مرغلاني في تصريحات إلى "الوطن": إن الوزارة تراقب عن كثب تطورات الفيروس وتتخذ كافة التدابير طبقا لذلك، ولديها تواصل مع كافة الجهات والمنظمات الدولية. وأضاف أن الطاقم الطبي الوقائي والممارسين الصحيين من أبناء الوزارة في المنافذ يقومون على مدار الساعة بتطبيق نظام الترصد الوبائي وبمناظرة القادمين أثناء الدخول ويقومون أيضا بالتأكد من مدى تطبيق القادمين الاشتراطات الصحية بما في ذلك التطعيمات المطلوبة. كما أن هناك سياسات وبروتوكولات تم تدريب العاملين عليها ويتم تطبيقها في المنافذ وفي مرافق وزارة الصحة من المستشفيات ومراكز الرعاية حسب كل حالة بما في ذلك فيروس كورونا الجديد "ميرز MERS_CoV". كما أن لدى هؤلاء العاملين الخبرة في التعامل مع كافة الأمراض وذلك حسب موجهات منظمة الصحة العالمية وإرشادات اللجان العلمية الوطنية للأمراض المعدية ولجان عدوى المنشآت الصحية. وأكد مرغلاني أن الوزارة تميزت في مجال طب الحشود والطب الوقائي من خلال الخبرات التي تم بناؤها عبر السنوات الطويلة الماضية أثناء الحج والعمرة والتي مكنها ولله الحمد من التعامل مع كافة الأمراض والفيروسات وتعلن خلو الحج من الأمراض المعدية. وكانت منظمة الصحة العالمية قد عقدت مؤتمرا على أعلى مستوى في جنيف هذا الأسبوع حول الفيروس التاجي الذي يسبب "التناذر التنفسي الشرق أوسطي" (ميرز)، حيث يؤدي الفيروس إلى الإصابة بمشكلات تنفسية والتهاب رئوي ويتطور بسرعة إلى إصابة المريض بالفشل الكلوي وهو ينتقل بين البشر، لكن لا يبدو أنه شديد العدوى خلافا لفيروس "سارز" القريب منه والذي تسبب بأكثر من 800 وفاة قبل نحو 10 أعوام بعد أن انطلق من الصين. وقال وكيل وزارة الصحة زياد ميمش المشارك في المؤتمر إن المسالة الحساسة المطروحة تتعلق بالحجاج القادمين من دول تفتقر إلى أنظمة الرقابة الصحية المتقدمة، وقال "لا نعرف إن لم يكن المرض قد انتشر فيها أصلا، فهم ليست لديهم معلومات بشأن انتشار المرض". وأضاف ميمش أن العمرة هذه السنة مرت بسلام، وقال "من المريح أن يمر موسم العمرة بمشاركة 4,5 ملايين معتمر من دون أي حادث يذكر، نحن بالطبع نقوم بكل التحضيرات ونتخذ كل الاحتياطات لكي نتمكن من مراقبة الوضع بصورة مستمرة والتدخل عند الحاجة". ورحب الخبراء بتشديد السلطات السعودية خلال السنوات الأخيرة لإجراءات الرقابة على الأمراض المعدية، كما أشاروا إلى أن موسم الحج تجاوز اختبار وباءين خلال السنوات العشر الماضية أولهما "سارز" في 2003 والأنفلونزا "إتش 1 إن 1" في 2009، ولكن الفرق هذه المرة أن السعودية هي البؤرة الرئيسية لانتشار فيروس كورونا. يذكر أن كورونا خلف 40 وفاة حتى الآن، ما يجعل نسبة الوفيات 52% وهي نسبة مرتفعة جدا مقارنة مع 9% من بين 8273 إصابة بسارز، وخصوصا في آسيا.