حصلت الشرطة البريطانية على ثلاثة قرائن تدين بريطانياً متعصباً اعتدى على طالب سعودي الثلاثاء الماضي، في محطة قطار بالعاصمة لندن، ما تسبب في كسر فكه، وفي الوقت الذي بدأت فيه الشرطة التحقيقات وجمع الأدلة للوصول إلى الجاني، رجحت أن تكون العنصرية الدافع الأكثر احتمالية في القضية. وقال خالد الخالدي المالكي في حديثه مع "الوطن"، إن قصته بدأت عندما خرج ويرافقه عمه، لمقابلة طلاب سعوديين قدموا حديثا بغرض الدراسة، لمساعدتهم في تأجير سكن، والالتحاق بمركز للتدريب على اللغة الإنجليزية، مضيفا أنه عند وصولهما إلى محطة القطار، ارتاب في نظرات شخص بريطاني أبيض اللون، ضخم البنية، في الثلاثينات من عمره، وما هي إلا لحظات حتى مر بجانبه، ودفعه بيده ومضى، فاستغرب موقفه، وسأله لم فعلت ذلك؟ ليرد البريطاني عليه بكلام بذيء ومهين للمسلمين والعرب. وأضاف خالد: "فكرت سريعا في مقصد المجرم الذي يريد استفزازي، وافتعال عراك، فتجنبته، لأنني لا أرغب في الإساءة لسمعة بلادي، والتأثير على دراستي، التي يتبقى على إنهائها ثلاث سنوات، ولكن المعتدي هاجمني من الخلف غدرا، وضربني ولكمني في مكان حساس خلف الأذن، فسقطت على الأرض مغشياً عليّ". ولفت الطالب إلى أنه لم ينتبه للمعتدي الذي كان كان يرتدي زيا أشبه بزي العصابات، وإلا لكان قادرا على الدفاع عن نفسه على أقل تقدير، مشيرا إلى أن المعتدي هرب مباشرة بعد الحادثة، ولم يتمكن أحد من الإمساك به. وحول الأدلة التي وثقت الاعتداء، قال المالكي إن "مسؤولي محطة القطارات وثقوا الحادثة عبر أربع كاميرات مثبتة في أماكن مختلفة، وقد حصلت الشرطة على هذه التسجيلات للتأكد من حيثيات الواقعة، كما حصلت على شهادات لركاب كانوا موجودين في المحطة، فضلا عن صورة التقطها أحد المسافرين للاعتداء". وأوضح المالكي أن الشرطة لم تتمكن حتى أمس من إلقاء القبض على المعتدي، لكنها أعلمته بوجود طرق عدة تكفل توقيفه، إحداها بطاقة القطار في حال استخدمها في يوم الاعتداء نفسه. وفي ما يختص تعامل الشرطة مع الحادثة، أكد الطالب أنه كان رائعا، حيث أبدوا تعاونا جيدا معه، واعتذروا تكرارا عن الموقف، والأذى الذي طاله، مؤكدين أن الحادثة فردية، ولا تمثل بأية حال من الأحوال عموم المجتمع البريطاني. وحول وضعه الصحي، قال المالكي: "بعد نقلي إلى المستشفى، خضعت لفحوصات وأشعة في الجهة اليسرى من الوجه، وتبين وجود كسر على امتداد الفك، الأمر الذي أجبر الأطباء على تركيب صفيحتين معدنيتين ستبقيان لأكثر من ستة أشهر، وخرجت من المستشفى"، لافتا إلى أن المستشفى منحه أسبوعا للراحة، مع وجوب مراجعة الطبيب خلال اليومين المقبلين. وأكد المالكي أنه مستمر في دراسته، وأن الجامعة تعاونت معه بعد أن علمت بتعرضه للاعتداء، حيث زاره في المستشفى أصدقاء من مختلف الجنسيات: السعودية، والعربية، والأجنبية، ليطمئنوا على صحته. وأشاد بتعامل السفارة والملحقية، حيث تكفلا بمتابعة قضيته، وعبرتا عن تمنياتهما بالشفاء العاجل، لافتا إلى أن تكاليف المستشفى غطيت بالكامل من قبل التأمين الطلابي الشامل. ونصح المالكي المبتعثين بتجنب التعامل مع العنصريين قدر الإمكان، وعدم الاكتراث للكلمات الجارحة التي قد توجه لهم، حتى لا تؤثر ردود الفعل على دراستهم في بريطانيا، ولإعطاء صورة مشرفة عن بلدهم الأم، كما أن عليهم توخي الحذر، وعدم السير بمفردهم. وقال إنه تعرض لبعض الكلمات الجارحة في أوقات سابقة، مثله مثل عدد من الطلاب السعوديين والعرب في بريطانيا، ولكن الاعتداء البدني الذي تعرض له يعتبر الأول لطالب سعودي في لندن. ونفى الطالب علمه بالدوافع التي قادت المعتدي للقيام بفعلته، لكن الشرطة البريطانية أشارت إلى أن نسبة التعدي على المسلمين زادت خلال هذه الفترة، خصوصا بعد مقتل جندي بريطاني على يد متطرفين يعتنقون الإسلام، لافتين إلى أن العنصرية الدافع الأكثر احتمالية في قضيته، ولكن التحقيقات ستكشف خبايا الأمور.