حققت شرطة لندن عصر أمس مع مواطن تعرض للضرب والاعتداء الجسدي من قبل بريطاني في محطة قطار (نورث أكتون) جنوبي العاصمة لندن، حيث أكد المواطن خالد سليمان مسعود المالكي للمحققين طيلة الاستجواب الذي استغرق ساعتين، بدءا من الساعة الثالثة عصرا، أن دافع الاعتداء عليه كان عنصريا، كون المعتدي عليه بدأ حديثه معه بألفاظ تمس الإسلام والعرب. وبحسب صحيفة عكاظ كشف المالكي عن تفاصيل التحقيق معه، والذي أجري داخل منزل والده في حي أكتون في لندن، حيث قال: «إن أسئلتهم تركزت في البداية عن أسباب إقامتي لمدة سبع سنوات رغم أنني في العشرين من عمري، فبينت لهم أن والدي أحد أعضاء سفارة المملكة في لندن، وأنا أقيم معه في منزله بحي أكتون، وطلبوا مني شرح تفاصيل ما حصل لي، فأوضحت لهم أنني كنت ذاهبا للقاء شباب سعوديين جاؤوا لدراسة اللغة الإنجليزية، وذلك كي أساعدهم في استئجار الشقة وأبحث معهم عن معهد مناسب لتعليم اللغة، وكان معي عمي وهو أكبر مني سنا بعامين، فعندما وصل القطار في محطة نورث أكتون عدت للخلف كي أمنح ركاب القطار فرصة للخروج تمهيدا للدخول، فخرج الشخص المعتدي من القطار ودفعني بكتفه، وصار يمارس استفزازات ولم ألق له بالا أبدا، فوقف أمامي فسألته (لماذت تفعل هكذا؟) فقال لي (ماذا تقول؟ أنت عربي قادم للبحث عن المال فارجع إلى بلدك) وأطلق عبارات غير لائقة، وألفاظ تنم عن عنصرية مقيتة، فأسقطني على الأرض، ومع هذا قمت دون أن أدخل في عراك معه، حفاظا على مستقبلي، كونه تبقى لي ثلاثة أعوام للتخرج من جامعة كابلن، فحاول أن يبصق علي فابتعدت عنه، وفجأة سدد في وجهي لكمة أفقدتني الوعي تماما». ووجه المحققون سؤالا للمالكي «كيف عرف المعتدي عليك أنك عربي؟» فكان جواب المالكي: «عرف من شكلي وهيئتي». واستغرق المحققون في السؤال عن تفاصيل صفات المعتدي، فبين لهم المالكي «لون بشرته بيضاء، وهو في الثلاثين من عمره تقريبا، وبنيته قوية، ويظهر أنه يتدرب على حمل الأثقال، وكان يرتدي قميصا وبنطالا لونهما أسود، وعلى رأسه قبعة سوداء أيضا». وكشف المالكي في حديثه للصحيفة عن استجواب ثلاثة شهود بريطانيين، أكدوا للشرطة تهجم المعتدي واحتكاكه بالطالب السعودي دون مبرر، فيما تحفظت الشرطة على «الجاكيت» الخاص بالمالكي، لرفع البصمات منه والكشف عن مواد تكشف هوية المعتدي من خلال تحليل الحمض النووي، لافتا إلى أن التحقيق معه في المنزل جاء بعد اتصال تلقاه من الشرطة صباحا، لتحديد موعد مناسب للاستجواب في منزل والده، حيث اختار المالكي أن يكون عند الثالثة عصرا، فحضر ثلاثة من رجال الشرطة، اثنان منهم قاموا بمهام الاستجواب، وقال «هذا التحقيق الثالث معي، حيث كان الأول مجرد الحصول على معلومات شخصية عن هويتي وأنا في سيارة الإسعاف، والثاني في المستشفى بعد إجراء الفحوصات». في المقابل، حصلت الصحيفة على تقارير رسمية عن حالته الصحية، حيث جاء في تقرير الطبيب المعالج في مستشفى (شارينج كروس) أن المالكي مصاب بكسر طفيف في الفك الأيسر، مع كدمات في الجانب الأيمن وناحية الرقبة، تحتاج إلى تدخل جراحي لتثبيت الفك. إلى ذلك، يتابع قسم شؤون السعوديين في السفارة حالة المالكي، حيث أوفد القسم محاميا للادعاء على المعتدي، ومتابعة ملفه لدى الجهات الأمنية، بجانب مندوب لمرافقته في المستشفى للاطمئنان على صحته.