يتأهب المجتمع الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة لتدشين مرحلة جديدة حيال أزمة سورية، وذلك في أعقاب تقرير أكد استخدام بشار الأسد أسلحة كيماوية، إضافة إلى دخول حزب الله والحرس الثوري الإيراني وميليشيات شيعية عراقية للقتال إلى جانب نظام دمشق. وفيما تعهدت واشنطن بتقديم دعم عسكري مباشر لمقاتلي المعارضة، يتوجه إلى واشنطن اليوم رئيس أركان الجيش الحر، سليم إدريس، لبحث التسليح. وأكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، اتفاقهم مع أميركا بشأن الكيماوي: "الأمر الذي يتطلب ردا قويا من المجتمع الدولي". كما رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ببيان أميركا "الواضح". إلى ذلك، جدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله استفزازه للمجتمع الدولي بتأكيده عزمه على مواصلة القتال بسورية، قائلا: سنواصل تحمل مسؤولية ما بدأناه . حذر مقاتلو المعارضة السورية وناشطون من لجوء قوات بشار الأسد إلى استخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق أوسع ما لم يحدث تحرك صارم وسريع من الولاياتالمتحدة. وذكر مقاتلون محبطون مما يعتبرونه تأخيرا لا نهاية له من جانب الغرب أن التصريحات العلنية وحدها لن تردع الأسد وحزب الله اللبناني المتحالف معه. وقالوا إن الأسد قد ينتقل إلى مرحلة استخدام الأسلحة الكيماوية كقدرات هجومية لاستعادة أراض سيطرت عليها المعارضة. وذكر أبوحمزة الديراني عضو مجلس قيادة الثورة في ضاحية داريا في جنوب غرب دمشق التي قال ناشطون إنها تعرضت لهجوم بغاز السارين في أبريل الماضي أن ما أعلنته الولاياتالمتحدة رفع الرهان فقط لكنه يظل رد فعل شفهيا لن يغير نوايا الأسد. وأضاف أن النظام السوري لم يرتدع وأن الأسد يعتبر كل من لا يؤيده إرهابيا وأنه لن يتردد في ارتكاب حلبجه أخرى في سورية. وأفاد الديراني أن الهجوم بغاز السارين على داريا في 26 أبريل تسبب في إصابة العشرات لكن قربها من حي تقطنه الطائفة العلوية التي ينتمي لها الأسد حال دون استخدام أوسع نطاقا لغاز الأعصاب القاتل. وقال ناشط من المعارضة في دمشق إن الأسلحة الكيماوية استخدمت حول طريق حرستا السريع الذي يمر عبر عدد من أحياء دمشق يسيطر عليها بدرجة كبيرة مقاتلو المعارضة وأيضا في الغوطة وهي منطقة سكنية للطبقة العاملة من السنة والريف إلى الشرق من دمشق والتي تصدرت الانتفاضة ضد الأسد. وأضاف أنه حتى الآن قصر النظام استخدامه للسارين على جبهات معينة لكنه يبدو عازما على السيطرة على ضواح شمالية وشرقية في دمشق ولذلك يمكن أن يتغير نطاق استخدام الأسلحة الكيماوية ويقتل حشودا من المدنيين. وقال أبوغازي وهو قائد من المعارضة يعمل في شرق الغوطة حيث أصبح مقاتلو المعارضة في وضع الدفاع خلال الأسابيع القليلة الماضية إن هناك حاجة لضربة أميركية لتبديد مفهوم آخذ في الاتساع بأن الولاياتالمتحدة متواطئة مع الأسد في مسألة استخدام الأسلحة الكيماوية. وتابع أبوغازي أن هناك نمطا متكررا يحدث فكلما تقدم مقاتلو المعارضة يستخدم الأسد الأسلحة الكيماوية وأن معظم الغوطة الآن محاصر ولا يشعر الأسد بأنه في عجلة من أمره فهو يقيس رد فعل المجتمع الدولي في كل مرة يستخدم فيها السارين وأنه إذا استمر رد الفعل الضعيف هذا فسيستخدم الأسلحة الكيماوية في محاولة لاستعادة الغوطة. وكان متحدث باسم الاتحاد الأوروبي قد ذكر أن إعلان الولاياتالمتحدة أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية يجعل "أكثر أهمية" إرسال بعثة للتحقيق من الأممالمتحدة إلى هذا البلد. وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون "أبلغنا بقلق كبير ببيان الولاياتالمتحدة، هذا التقرير يضاف إلى غيره، ويجعل أكثر أهمية نشر بعثة للأمم المتحدة في سورية للتحقيق في هذه الادعاءات".