أظهرت تقارير اللجنة الطبية التابعة لمحكمة جوانتانامو العسكرية، معاناة المعتقل عبدالرحيم الناشري من اضطرابات نفسية وأمراض عقلية، والمتهم بأنه مدبر الهجوم على المدمرة الأميركية "يو أس كول" بميناء عدن في 12 أكتوبر 2000، وراح ضحيتها 17 بحارا فيما أصيب 47 آخرون، وأشارت اللجنة إلى أنه مؤهل للوقوف أمام هيئة المحكمة والدفاع عن نفسه. وأقرت اللجنة بمعاناة المعتقل من اضطراب نفسي يدعى "اضطراب ما بعد الصدمة"، إضافة لحالات كآبة حادة، فضلا عن أمراض عقلية أخرى، مضيفة أن الناشري مخول للوقوف أمام المحكمة للدفاع عن نفسه، كما أن بإمكانه التعاون مع محاميه في دحض تهم الإرهاب والقتل الموجهة إليه، والتي من الممكن أن تصل عقوبتها للإعدام في حال تمت إدانته. وخلال جلسات التحضير للمحاكمة، ظهر المعتقل أول من أمس، جالسا خلال متابعته لمجريات الجلسة، ونهض مرة واحدة لتعديل الميكرفون. وأرجع محامي المعتقل الحالات النفسية والأمراض العقلية التي يعانيها موكله للتعامل القاسي والتعذيب اللذين تعرض لهما خلال احتجازه في سجن تابع لوكالة الاستخبارات الأميركية. ويعدّ اضطراب ما بعد الأزمة، مرضا نفسيا ناجما عن صدمة مادية أو نفسية أو كليهما، وتحدث عندما يتعرض المريض لأحداث قاسية تهدد الحياة أو السلامة البدنية أو التوافق النفسي. كما تنتج أحيانا عن الأذى البدني البليغ أو الاعتداء الجنسي أو التهديد النفسي، بحيث تتجاوز تلك الأحداث قدرة الدفاعات النفسية للمريض على التحمل. ويعدّ الناشري شخصية بارزة في تنظيم القاعدة، إذ إنه واحد من 14 معتقلا "عالي القيمة" محتجزين في جوانتانامو ينظر إليهم المسؤولون الأميركيون على أنهم مهمون على نحو خاص.