لجأ مثقفون مصريون إلى حشد القوى السياسية المناهضة لحزب الحرية والعدالة في مواجهة وزير الثقافة الجديد الدكتور علاء عبدالعزيز، والضغط من أجل إقالته مع استمرار اعتصامهم بمقر الوزارة للأسبوع الثاني على التوالي ومنع دخول الوزير لمكتبه. وتلبية لمطالبات المثقفين لمناصرتهم ضد الوزير زار المرشح الرئاسي الخاسر حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي مساء أول من أمس، مقر وزارة الثقافة بالزمالك، لدعم المثقفين المعتصمين وأعلن تأييده للمثقفين، ودعا الأحزاب والحركات والمواطنين للمشاركة في المسيرة التي دعا لها ائتلاف فناني الثورة وجبهة الإبداع المصري وعدد من القوى الوطنية لدعم اعتصام المثقفين بمقر وزارة الثقافة. كما زار الإخواني المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين ثروت الخرباوي، مقر اعتصام المثقفين. من جانبه، واصل وزير الثقافة تحديه للمثقفين بإقالة عدد من قيادات ورؤساء الأقسام بالهيئة المصرية العامة لدار الكتب ووالوثائق القومية، وزار الدار والهيئة العامة للكتاب، اللتين تعدان من أهم المعاقل المؤيدة له ولإجراءاته. حيث ردد منسوبو الهيئتين هتافات تأييد للقرارات الأخيرة التي اتخذها الوزير من إنهاء ندب عدد كبير من قيادات وزارة الثقافة، والتي وصفوها بأنها تأتي في إطار تطهير مؤسسات وزارة الثقافة ومنها دار الكتب من الفساد. وفي ظل ذلك تواصل مجموعة من الفنانين والمثقفين في مصر الاعتصام بمقر وزارة الثقافة في القاهرة احتجاجا على ما يصفونه بمحاولة جماعة الإخوان المسلمين السيطرة على المؤسسات الفنية والثقافية في البلد. الاعتصام حلقة جديدة في سلسلة الخلافات مع حكومة الرئيس محمد مرسي. وانتقد معظم المثقفين والفنانين في مصر إقالة عدد من المسؤولين عن كبرى المؤسسات الفنية والثقافية وقالوا: إن الإقالات تدخل في إطار سياسة تنفذها الحكومة التي تدعمها جماعة الإخوان المسلمين. وبدأت الأزمة في أعقاب تعيين علاء عبدالعزيز وزيرا للثقافة في تشكيل حكومي جديد، ثم ما لبثت أن اشتدت عندما قرر الوزير الجديد إلغاء انتداب الفنانة إيناس عبدالدايم، لرئاسة دار الأوبرا في آخر مايو. وألغى فنانون مصريون وأجانب مجموعة من العروض على مسارح دار الأوبرا احتجاجا على قرار الوزير منها عرض لأوبرا عايدة. ثم أجرى الوزير بعد ذلك تغييرات في مجموعة من المناصب الكبرى في هيئات وزارة الثقافة أثارت مخاوف من احتمال سعي الحكومة إلى تقييد حرية الإبداع تماشيا مع الفكر الديني المحافظ. وذكرت الكاتبة سكينة فؤاد، أن جماعة الإخوان المسلمين التي كان مرسي عضوا كبيرا فيها حتى انتخابه رئيسا لا تدرك أهمية الثقافة في مصر. الشاعرة فاطمة ناعوت، ترى أن جماعة الإخوان ينبغي أن تسعى إلى تطهير نفسها قبل أن تدعو إلى تطهير القضاء أو الثقافة والفن. وقالت: "هم الذين يحتاجون إلى تطهير لأنهم التلوث بعينه والفساد بعينه. الإخوان هم منبع الفساد والكذب والمتاجرة والاتجار بالدين والاتجار بالشعارات". وبعد قرار إنهاء انتداب رئيسة الأوبرا أقال الوزير رئيس الهيئة المصرية للكتاب ورئيس قطاع الفنون التشكيلية بالوزارة. وتنفي جماعة الإخوان بشدة أنها تسعى إلى تقييد الإبداع الفني أو السيطرة على الهيئات والمؤسسات الثقافية.