تحضيرا لمؤتمرها السنوي "فكر 12"، عقدت مؤسسة الفكر العربي أمس الجمعة، الطاولة المستديرة الثانية في مقر المؤسسة في بيروت، وذلك في إطار سلسلة لقاءات لمناقشة موضوع المؤتمر، الذي سينعقد في 4 و5 ديسمبر في إمارة دبي، حول "استحداث فرص عمل جديدة في الوطن العربي". شارك في اللقاء خبراء ومختصون في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ناقشوا على مدى ثلاث ساعات، السياسات الاقتصادية والتنموية المعتمدة، والتحديات التي تواجه المجتمعات العربية، والحاجة الماسة إلى نقلة نوعية، بدءا من استحداث وظائف إلى تأمين البيئة الملائمة، ودور كل من القطاع العام والقطاع الخاص في هذه العملية، إضافة إلى البحث في العوامل المتعلقة بعملية استحداث وظائف جديدة. كما تم عرض المبادرات الناجحة وغير الناجحة، وقدم المشاركون اقتراحات عدة تسهم في إيجاد حلول لأزمة البطالة في المجتمعات العربية. الأمين العام المساعد في مؤسسة الفكر العربي والمدير التنفيذي لمؤتمرات "فكر" حمد بن عبدالله العماري، أكد أن هدف المؤتمر هو الحث على إجراء تحولات عميقة في بنية المجتمع العربي، انطلاقا من التنمية الاقتصادية، إذ إن استحداث الوظائف يمثل تحديا عالميا وعربيا على وجه الخصوص، وذلك مع ازدياد الحاجة إلى استراتيجيات مدروسة وتوسيع الخيارات التي تسهم في استحداث 80 مليون وظيفة بحلول عام 2020. وقدم العماري عرضا مسهبا حول التحديات المرتقبة، مشيرا إلى وجود نسبة غير متناسبة من العاطلين عن العمل هي من الشباب، إذ يوجد نحو73.8 مليون شاب وفتاة عاطلين عن العمل على الصعيد العالمي، وبمعدل يصل إلى 12.6%. وأشار إلى ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب بحلول عام2017 لتصل إلى 12.9%، في ظل انخفاض إنتاجية العمل في الدول النامية. ولفت إلى أن التحدي الوظيفي الذي نواجهه اليوم هو نتيجة الفشل في تنفيذ السياسات العامة، وليس ناتجا عن نقص في المعلومات. وأكد أن الحلول السياسية الأساسية لمعالجة أزمة البطالة بين الشباب في الوطن العربي، يتطلب إصلاح التعليم بهدف تعزيز فرص العمل، وإصلاح الممارسات والسياسات القائمة على التوظيف بأجر أو من دون أجر، وإنهاء الاعتماد غير الفعال على وظائف القطاع العام المتضخمة من خلال ترشيد التوظيف في المؤسسات الحكومية، فضلا عن تحسين قوانين سوق العمل، وتسهيل قوانين إطلاق شركات الأعمال. كما أكد العماري على ضرورة كسر الحواجز التقليدية بهدف معالجة البطالة، إذ إن استحداث فرص العمل لا يمكن أن يتحقق على يد وزارة أو مؤسسة حكومية خاصة، مشددا على أهمية إطلاق روح المبادرة والابتكار وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر والاستثمار المحلي من أجل استحداث فرص عمل جديدة. وأعلن أن المؤسسة ستطلق خلال مؤتمر "فكر 12" المقبل، استطلاعا للرأي وتقريرا مكتوبا حول أفضل الطرق لاستحداث وظائف في الوطن العربي، وذلك بالتعاون مع إحدى الشركات العالمية وبدعم رسمي عربي. وأعلن أن المؤسسة تهيئ في مؤتمرها المزمع عقده نهاية العام، منصة لحوار مسؤول ومتميز عربيا وعالميا، وجمع الخبراء ورجال الفكر والمعنيين لمناقشة سبل التطور في العالم العربي، وتعزيز الحوار بين الأطراف المعنية من القطاعين العام والخاص، والمجتمع المدني، والشباب، وذلك للأخذ بزمام المبادرة في سياق هذا التحدي الحيوي الواقع في صلب التنمية، والبحث في السياسات الممكنة، التي من شأنها تأمين بيئة مؤاتية لاستحداث فرص عمل مدعومة بقرارات حكومية. شارك في اللقاء كل من الوزير المفوض في سفارة الجمهورية التونسية في لبنان الدكتور الأسعد المحيرصي، رئيس المركز اللبناني للأبحاث والإنماء الدكتور أنطوان سعد، مسؤولة التنمية المحلية في اليونيسف جمانة ناصر، الخبير الاقتصادي رازي الحاج، المستشار المالي زياد مبسوط، المديرة التنفيذية بالنيابة لجمعية "التعليم لأجل لبنان" سالين سمراني، المستشار في "جيل الجديد للاستشارات" شادي قطيش، المدير التنفيذي ل"إنديفور" طارق سعدي، حاكم المنطقة 79 في القطاع 20 "توست ماسترز" علاء العربي، مدير جمعية "إنماء القدرات في الريف" منسقة برنامج الأبحاث عن صنع السياسات العامة في العالم العربي معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة هناء الغالي.