امتنع نحو 35 عاملا سعوديا عن العمل صباح أمس، داخل مقر شركتهم في مدينة الهفوف التابعة لمحافظة الأحساء؛ لتدني أجورهم، ومماطلة الشركة في زيادة أجورهم وعمولاتهم المالية، وإعطاء العمالة "المقيمة" في الشركة أجورا مالية، تفوق أجور العمالة السعودية. ويتركز نشاط العمالة "السعودية" الممتنعين عن العمل منذ الساعة السابعة من صباح يوم أمس الأحد حتى ظهر أمس، في توزيع منتجات الشركة على متاجر المواد الغذائية في مدن وقرى وهجر الأحساء كافة. وأوضح عاملون ممتنعون عن العمل خلال أحاديثهم ظهر أمس إلى"الوطن" طلبوا عدم نشر أسمائهم أن من بين الممتنعين عن العمل في الشركة أمس مجموعة من السعوديين، الذين لا تتجاوز أجورهم الشهرية ال 3 آلاف ريال، بالرغم من خدمتهم لعدة سنوات في الشركة، مبينين أن من بينهم عمال سعوديون خدموا في الشركة لأكثر من 8 سنوات لا تتجاوز أجورهم الشهرية سقف ال 4 آلاف ريال، وآخرون خدموا في الشركة لأكثر من 16 سنة ولم تتجاوز أجورهم الشهرية 5400 ريال. وذكروا أنهم اختاروا يوم أمس الأحد موعدا للامتناع عن العمل، تزامنا مع موعد صرف أجور شهر مايو "منتصف العام الميلادي"، الذي هو عادة ما تتخذه الشركة موعدا لزيادة أجور العمالة السعودية والمقيمة في كل عام، وصادف هذا العام وعودا تلقوها من المسؤولين في الشركة بزيادة أجورهم، وإعادة النظر في رواتب العمال المتدنية، ووضع حد أدنى لأجرة أي عامل في الشركة 3 آلاف ريال في الشهر بجانب العلاوات والحوافز التشجيعية والعمولات، وهو الذي لم يتحقق مع اعتماد صرف أجور شهر مايو المنصرم، عندها قرروا بالإجماع الامتناع عن العمل، حتى تمتثل الشركة لمطلبهم الوحيد، والوقوف بجانبهم لمقاومة ظروف الحياة الصعبة. وأضافوا أنهم سيتقدمون بخطابات شكاوى رسمية إلى جهات الاختصاص في المحافظة؛ لسرعة البت في الأمر، وإلزام الشركة برفع أجورهم وعمولاتهم المالية، وستكون الخطوة الأولى التقدم لمكتب التأمينات الاجتماعية للحصول على "برنت" يوضح عدد سنوات الخدمة، والأجر الشهري والعلاوات السنوية، تمهيدا لتقديمها لمكتب العمل وغرفة الأحساء. وأكدوا أنهم يعملون لمدة 8 ساعات يوميا، مواجهين مشقة كبيرة في العمل، إذ يتطلب عملهم اليومي تحميل وتنزيل كميات كبيرة من منتجات الشركة من شاحنات الشركة إلى المتاجر، وأن البعض منهم يعاني من آلالم شديدة في منطقة الظهر والكتف بسبب الحمولة الكبيرة التي ينقلونها على ظهورهم، مقدرين بأن العامل الواحد يوميا ينقل أكثر من 100 كرتون من منتج الشركة كحد أدنى، وأن أسعار منتجات الشركة ارتفعت بزيادة 50% عن أسعارها السابقة، فيما لم يطرأ على أجورهم وعمولاتهم المالية إلا زيادة طفيفة بالرغم من ارتفاع أسعار المعيشة، حتى إن تلك الأجور لم تعد كافية لتلبية احتياجاتهم الأسرية، لا سيما وأن كثيرا منهم لديه أسرة، والبعض منهم يعيل والديه بهذه الأجور القليلة "على حد قولهم". وبدوره، أكد مدير مكتب العمل في الأحساء عبدالرحمن الصياح ل"الوطن" في اتصال هاتفي أمس، أن المكتب حتى الساعة الواحدة والنصف لم يستقبل شكوى المتضررين لاتخاذ الإجراءات النظامية المتبعة في مثل هذه الحالات.