نجح مدرب الاتحاد الإسباني بينات، في قراءته الفنية المسبقة قبل مواجهة منافسه الشباب في نهائي كأس الأبطال، واستطاع حسم المباراة (4 /2) نتيجة الواجبات التكتيكية التي عطلت مفاتيح القوة لدى الشباب، ومن بعد الاطمئنان على هذا التعطيل، رمى المسؤولية على مهاجميه لاستغلال أية هفوة دفاعية. وهذا ما حدث في الهدفين السريعين مطلع الشوط الثاني، واللذين أجبرا مدرب الشباب، البلجيكي ميشيل برودوم، على الاستعانة بالمهاجمين ناصر الشمراني وسيباستيان تيجالي دفعة واحدة، إلا أن هذا التبديل لم تكتمل فوائده بالصورة المرجوة، نتيجة المساحات التي توفرت لمهاجمي ولاعبي وسط الاتحاد، وهو ما بحث عنه بينات ولاعبوه لاستثمار سرعتهم ومهارتهم. لا للمساحة لا للتهديد بتركيز كبير نفذ لاعبو الاتحاد تعليمات مدربهم، فأجاد أبوسبعان الضغط على حسن معاذ في منتصف الملعب، وبنفس التركيز والتفاعل نجح فهد المولد بالضغط على عبدالله الأسطا، ما جعل الشباب يفتقد أهم مفاتيح الفوز المتمثلة بالكرات العرضية المرسلة من معاذ والأسطا على مشارف منطقة الجزاء. وتسبب نجاح "أبوسبعان" والمولد، في إجبار لاعبي الشباب على بناء الهجمة من عدة تمريرات منحت دفاع الاتحاد ووسطه الوقت الكافي للعودة والتمركز بهدوء، إثر متابعتهم لمحاولات لاعبي الشباب نقل الكرة بأكثر من تمريرة من خلال منطقة عمق الوسط والدفاع، ما منح الاتحاديين مزيدا من الاطمئنان وهم يتابعون أبرز لاعبي الشباب يعيشون وضعا صعبا في بناء الهجمة. الكرات المفضلة تضييق الخناق على لاعبي وسط الشباب أجبرهم على إرسال الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء، وهذا ما أراح قلبي دفاع الاتحاد المولد والعسيري ومحوري الارتكاز أمبامي وكريري، لأن احتمالية الاستفادة من هذه الكرات تظل ضئيلة جدا نتيجة التكوين الجسماني لهذا الرباعي، ووجود مهاجم الشباب مهند عسيري وحيدا بينهم، ومن خلفهم حارس المرمى فواز القرني. وأبطل الاتحاد مفعول الكرات العرضية التي بلغ الشباب من خلالها المباراة النهائية، وبالتالي خسر الشباب ثاني مميزاته الهجومية. استنزاف طيلة شوط رغم التحفظ الكبير من الجانبين في الشوط الأول، إلا أن مخطط الاتحاديين نجح في نهاية الأمر، بعد أن زادت ثقتهم في أنفسهم كثيرا من خلال متابعتهم لنجوم الشباب وهم يعجزون عن بناء هجمات خطرة كما هو حالهم في المباريات السابقة. وهذه الوضعية غير المثالية للاعبي الشباب انتهى معها الشوط الأول، الذي مع نهايته حقق لاعبو الاتحاد مخططات مدربهم في استنزاف الشباب بدنيا لعوامل رأى أنها تصب بمصلحة فريقه في الشوط الثاني، وهو ما حدث مع مرور الدقيقة ال48، حينما تناقل لاعبو الاتحاد الكرة في ملعب الشباب من أربع تمريرات كانت اللمسة الأخيرة من مختار فلاته. نقطة التحول يعد الهدف الاتحادي الأول أهم نقطة تحول في المباراة، حيث كسر مختار فلاته التحفظ الدفاعي من الجانبين، وكانت أول نتائجه هدف فهد المولد الثاني (د56) بعد إجادته استغلال ارتباك دفاع الشباب، ما جعل برودوم يقوم بتبديلين دفعة واحدة نتيجة توالي التحولات في المباراة، إلا أن هذه "المغامرة" الهجومية لم يكتب لها النجاح المأمول بعد أن أجاد لاعبو الاتحاد استغلال المساحات في عمق الدفاع الشبابي وسجلوا هدفا ثالثا (د72) تسبب في عرقلة رغبة الشبابيين في تعديل النتيجة بعد هدف الشمراني (د69)، حتى أن المخزون اللياقي وضعف التركيز لم يسعفهم للتعديل بعد هدف الشمراني (د82). الجندي المجهول لم يوفق البلجيكي برودوم في قراره الاستغناء عن عبدالملك الخيبري، أهم لاعب كان يؤدي دور الساتر الدفاعي الأول للفريق الشبابي، ومنح عمر الغامدي، فرصة المشاركة في هذه المباراة بأدوار متعددة بجانب الثنائي عطيف وفرناندو، ما تسبب في ضعف منطقة العمق، وبالتالي زيادة الضغط على قلبي الدفاع نايف القاضي والكوري كواك، فلم يصمدا كثيرا حتى تلقى مرماهما أربعة أهداف في 45 دقيقة، خلاف الكرات الخطيرة الأخرى. البدلاء والأربعة من الأمور الملفتة في هذه المباراة تسجيل 6 أهداف في الشوط الثاني، رغم التركيز الذي كان عليه مدافعو الفريقين. ويعد هدف مختار فلاته المبكر في الشوط الثاني أهم عوامل تسجيل بقية الأهداف، إلا أن نسبة تسجيل البدلاء (4 أهداف)، تعد نقطة تصب في مصلحة المدربين، حينما وفق بدلاؤهما في التسجيل، بواقع هدفين للشمراني، وهدف لنايف هزازي وساندرو، وكانت هذه النسبة قابلة للزيادة في ظل "الانفلات" التكتيكي من الجانبين، بالذات الشبابي، الذي حاول لاعبوه التعديل رغم الإعياء ونقص المخزون اللياقي لغالبية لاعبيه نتيجة المباريات المتتالية محليا وخارجيا دون فترة استشفاء كافية.