أجمع قياديان سابقان في الحرس الوطني، ويتمتعان حاليا بعضوية مجلس الشورى، على أهمية الخطوة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتحويل هذا الجهاز إلى وزارة. وعد رئيس لجنة الشؤون الأمنية في مجلس الشورى عضو المجلس اللواء الدكتور محمد أبو ساق، هذا الأمر تحولا إيجابيا في هيكلة الحرس الوطني كمؤسسة وطنية فاعلة من خلال الأدوار التي يساهم بها الحرس الوطني في خدمة المجتمع وحماية البلاد. وأوضح في حديثه إلى "الوطن" أنه منذ توحيد المملكة على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز كان للحرس الوطني أدوار بارزة بدءا بالمساهمة في توحيد وبناء هذا الكيان الكبير ومرورا بدور الحرس الوطني الفاعل في الأزمات والحروب عبر عقود من التحديات تمكن الحرس مع قواتنا المسلحة وقوى الأمن الداخلي بحفظ الأمن وتحقيق الاستقرار. وأضاف: "تنعم المملكة اليوم بحالة لا تقارن في إقليم الشرق الأوسط من حيث النهضة والأمن الشامل والاستقرار. ومن الطبيعي أن نمو الأوطان وبناء نهضتها وتحقيق استقرارها وازدهارها لا تتم إلا بصيانة الأمن وحفظه من خلال قوى أمنية وحربية جاهزة ومدربة ومكملة بالعتاد والرجال". وتابع: "الحرس الوطني اليوم يشهد نهضة بارزة في كافة شؤونه وخدماته وله باع طويل في الخدمات الصحية المنتشرة في مناطق المملكة وكذلك مدنه العسكرية والسكنية وميادينه المتعددة بما فيها من قوات عسكرية مدربة على أحدث الأسلحة". وأكد أبو ساق أن الفضل، بعد الله، في تطور الحرس الوطني ووصوله إلى هذه المكانة المتميزة يرجع إلى قائد الحرس الوطني الأول وباني نهضته الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أضاف إلى مهام الحرس الوطني الحربية والأمنية مهام ثقافية واجتماعية أبرزها مبادرة الحرس الوطني قبل أكثر من عقدين من الزمن لتنفيذ واحدة من أهم واجبات القطاعات العسكرية في السلم وهي إقامة المهرجان الوطني للتراث والثقافة وحفاظ الحرس الوطني على الموروث وتشجيع كثير من القيم والعادات والتقاليد الوطنية العريقة في أصالتها. وأضاف: "لوزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله شخصيا باع طويل في خدمة الحرس الوطني والمساهمة الفاعلة في نهضته وبناء وحداته الحديثة. فالأمير متعب بن عبدالله عسكري محترف وقائد وضع بصمات بالعمل الميداني والمشاركة المستمرة في كثير من ميادين العمل بالحرس الوطني عسكريا وإداريا وأكاديميا وفنيا". وتابع: "تدرج الأمير متعب في الرتب حتى وصل إلى رتبة الفريق أول ركن وكان لحضوره الشخصي وقربه من الجنود في المناورات العسكرية الكبرى الأثر المشهود في الروح المعنوية لرجال الحرس الوطني، وذلك ما أكسبه محبة الجميع، حيث أسس كلية الملك خالد العسكرية وتولى قيادتها وحرص حتى الآن على رعايتها، فقد كان القائد العسكري الأول والقدوة والمعلم لضباط وجنود الحرس الوطني الذين تخرجوا من تحت قيادته وانطلاقا من رؤيته وتوجيهاته لغرس القيم الأصيلة للجندي والمقاتل المحترف". من جانبه، أكد عضو مجلس الشورى اللواء الدكتور علي التميمي أحد قادة الحرس الوطني في وقت سابق أن وزارة الحرس الوطني ليست مؤسسة عسكرية فحسب، بل هدفها يمتد إلى أبعد من ذلك، فهي مؤسسة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومشيرا في حديثه إلى "الوطن" إلى أن ذلك لم يتحقق إلا ببعد نظر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو من جعل الوطن منارا وشكّل لحمة وطنية لا مثيل لها في بلدان العالم.