أكد رئيس الجمعية السعودية للطب الباطني وأستاذ الأمراض المعدية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور طارق مدني، أن مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز سجل خلال الأربعة أشهر الماضية 10 حالات وفاة جراء إصابتها بحمى الضنك. وأشار في تصريح إلى "الوطن" أمس، إلى أنه على الرغم من تلقيهم العلاج اللازم، إلا أن حالتهم الصحية المتأخرة تسببت في وفاتهم، مبينا أن عدد الحالات المسجلة للمصابين بحمى الضنك المؤكدة في جدة منذ مطلع العام الهجري الحالي بلغ 2000 حالة. وعن أسباب وفاة الحالات ال10، أرجع ذلك إلى جهل المصابين بأعراض حمى الضنك، لافتا إلى أنهم كانوا يعتقدون أنها أنفلونزا موسمية مما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية ووفاتهم، محملا الطب الوقائي والأمانة والجهات المشاركة المسؤولية في انتشار المرض، مشيرا إلى أن حملات توعوية غير كافية، محذرا من خطورة انتشار الإصابة بالمرض. وطالب وزارة الصحة بتنظيم حملات توعوية كافية، مبديا تخوفه من تحول المرض إلى وباء، لافتا إلى أن الدولة خصصت ميزانية تبلغ نحو 7 مليارات ريال لمكافحة المرض والقضاء عليه. واستنكر تكتم الصحة في الإعلان عن الحالات المصابة، مشيرا إلى أن الإعلان يسهم في تعريف المجتمع بمدى خطورة المشكلة، وأخذ الاحتياطات اللازمة، مطالبا بالتعامل بشفافية مع حجم المرض كما يحدث مع "كورونا". وأضاف أن جدة تشهد حاليا انتكاسة في مواجهة حمى الضنك، منذ الإعلان عن ظهورها قبل 7سنوات، لافتا إلى أهمية الإسراع في عمليات الرش والقضاء على بؤر المياه الجوفية داخل الأحياء المسجل بها أكبر عدد إصابات بالمرض، خاصة أنه تم تحديد أحياء في جنوبجدة ترتفع بها حالات الإصابة بالمرض منها حي الجامعة، الكندرة، السليمانية، والنزلة اليمانية. وفي السياق ذاته، علمت "الوطن" من مصادر مطلعة في الطب الوقائي في جدة أنه يوجد مؤشر في ارتفاع عدد الإصابات بحمى الضنك بجدة، مشيرة إلى أنه يتم تسجيل 160 حالة مؤكدة أسبوعيا منذ مطلع العام الهجري الجاري. وأضاف أنه على الرغم من أن فرق المكافحة الميدانية في الأمانة تعمل جاهدة للقضاء على مواقع توالد البعض، إلا أن عدد موظفي المكافحة يعتبر ضعيفا. وحذرت من التغير في نمط الفيروس المسبب لحمى الضنك في انتقال الإصابة من سلالة 1 إلى سلالة 2 المتطورة مما يتسبب في حدوث حمى نزفية في حال الإصابة بهذه السلالة الثانية. وألمحت إلى أن وزارة الصحة تجري دراسة لمعرفة الأسباب في ارتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك بجدة خلال هذا العام، بهدف القضاء عليها. وأشارت إلى أن النتائج الأولية للدراسة تفيد بوجود مواقع لتوالد البعوض غير معروفة ولم يتم اكتشافها من قبل فرق المكافحة.