بعد أن منعت مؤسسة التدريب التقني والمهني الجمعيات الخيرية من إقامة دورات تدريبية دون ترخيص من قبل المؤسسة، اعترض عدد من الجمعيات الخيرية على اللائحة التدريبية، معتبرين إياها عائقا في سبيل تحقيق أهداف الجمعيات من إقامة هذه الدورات. وذكرت مديرة جمعية فتاة الخليج الخيرية النسائية بالخبر بدرية الدليجان أن الجمعية التي تأسست منذ 40 عاما وقدمت خلال هذه الفترة الطويلة خدمات كثيرة للمجتمع والأسر التي ترعاها توقفت من عام ونصف العام عن تقديم الدورات بعد قرار مؤسسة التدريب التقني والمهني بضرورة حصول الجمعية على ترخيص من قبلها. وتابعت الدليجان: سعت الجمعية على مدى عام ونصف العام للحصول على الترخيص من قبل المؤسسة عبر استيفاء شروط اللائحة التدريبية إلا أن بطء الإجراءات لم يخولها بعد الحصول على الترخيص وهو ما تسبب في حرمان الأسر من الدورات المتنوعة في مجال الخياطة والتجميل والحاسب الآلي واللغة الإنجليزية. فيما أوضحت رئيس لجنة الجمعيات الخيرية بمكتب الإشراف النسائي الاجتماعي بالمنطقة الشرقية حنان الجميعة في تصريح ل"الوطن" أمس أن إدارتها تلقت كثيرا من شكاوى الجمعيات الخيرية المعارضة للائحة الدورات التدريبية، التي أقرتها المؤسسة، معتبرة إياها معضلة في سبيل تقديم هذه الدورات للمجتمع بشكل عام وأسرها التي ترعاها بشكل خاص بجانب بطء إجراءات الحصول على الترخيص. وأشارت إلى أن فرع الوزارة بالمنطقة رفع تقريرا لوزارة الشؤون الاجتماعية، مطالبا بوضع لائحة للتدريب خاصة بالجمعيات الخيرية مراعاة للخدمات التي تقدمها ومناسبة مع الجمعية وأهدافها. وتتضمن هذه اللائحة بنودا تتوافق مع رسالة الجمعية الخيرية التي تنطلق من تحقيق الفائدة للمستفيدين. في المقابل، شدد مدير عام التدريب الأهلي بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور مبارك الطامي في تصريح ل"الوطن" على أهمية جودة التدريب التي اعتبرها مطلبا مهما بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن التدريب، مؤكدا أن المؤسسة تطبق الضوابط العامة في التدريب في الجمعيات الخيرية، كما هي بالنسبة لبقية المستثمرين خاصة فيما يتعلق بالتدريب والتجهيزات والمدربين. وأشار الطامي إلى حصول الجمعيات الخيرية على ميزة نسبية تتمثل في إعفائها من الضمانات المالية لتكفل وزارة الشؤون الاجتماعية بذلك. وتابع: لم يتم إيقاف التدريب في جمعيات مرخصة بشكل لافت للنظر، فالإشراف والمتابعة تطبق على الجميع بشفافية، والمؤسسة لا تتهاون في تطبيق العقوبات النظامية إذا وجدت أخطاء أياً كانت جهة التدريب. وأشار الطامي إلى أن هناك مراكز تدريب كثيرة تابعة لجمعيات خيرية تقدم تدريباً بمستويات مشرفة، مضيفا أن بعض الملحوظات التي تسجل على الجمعيات تتمثل أحيانا في الإهمال أو التكاسل عن عمل المطلوب باحترافية، مثل التأخر في تسجيل المتدربين أو المتدربات عند بداية التدريب أو الرفع للاختبارات، وأحيانا الخلط بين عمل الجمعية الخيري ونواياها الطيبة والعمل المطلوب في المعاهد أو المراكز والذي يجب أن يتم وفق أصول محددة بوضوح، نافيا أن تكون المؤسسة قد رصدت مخالفات تختص بها الجمعية دون غيرها من الجهات.