قال رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري عبدالله بن محفوظ: إن تعثر عدد من الاستثمارات السعودية في مصر يعود لتعقيدات بيروقراطية على مستوى الإدارة الوسطى رغم أن الحكومة المصرية الحالية تسعى بكل السبل لحل تلك المشاكل. وأضاف بن محفوظ: "حجم الاستثمارات السعودية المسجلة لدى الهيئة العامة للاستثمارات 27 مليار ريال، لدينا حوالي 16 مشروعا من أكبر المشروعات المتعثرة في مصر". ولفت إلى أن هناك 10 مشروعات من بين تلك المشاريع قيمتها الاستثمارية نحو5 مليارات ريال، متعثرة بسبب إجراءات حكومية وليست إجراءات تقاضٍ. وقال: "الحكومة الحالية تبذل كل الوسائل الممكنة لمعالجة التعثر الموجود، لكن من الواضح أن هناك اختلافا.. المشكلة الآن في الإدارة الوسطى بالجهات الحكومية.. الوزير يتعهد بحل المشكلة لكن بمجرد أن ينتقل الأمر للإدارة الوسطى تخبرنا بقوانين واتجاهات مختلفة تعود لسنوات مضت". وأضاف أن هناك عددا من الاستثمارات متعثرة "لوجود اختلاف في وجهات النظر بين الوزارات والهيئات والمسؤولين". وأعطى بن محفوظ مثالا على المشروعات التي تواجه تعقيدات إدارية بمشاكل المستثمر عبدالإله الكعكي، الذي يملك استثمارات قيمتها 600 مليون جنيه في مصر قائلا: إن سبب تعثرها "خلافات بينه وبين وزارة الزراعة بشأن إدارة إحدى الشركات التي نقلت من الحكومة لصالحه بعدما استحوذ عليها". كما أشار إلى مشكلة المستثمر جميل القنبيط، الذي اشترى سلسلة محلات عمر أفندي، وقال: "المشكلة لا تتعلق باختلاف بشأن قانون أو نظام.. كما أنهم لا يسمحون للمستثمر بالتدخل أو حل مشكلة العمالة". وكانت محكمة مصرية قضت في مايو 2011 ببطلان عقد بيع سلسلة متاجر عمر أفندي، إلى رجل الأعمال السعودي جميل القنبيط، رئيس مجلس إدارة شركة "أنوال السعودية"، والذي قال آنذاك: إنه سيسلك كل الطرق القانونية المحلية والدولية لاسترداد حقوقه. وكانت أنوال السعودية اشترت في 2006 متاجر عمر أفندي - التي تأسست قبل أكثر من 150 عاما وأممتها الدولة في1957 - مقابل 589.5 مليون جنيه، وهو ما اعتبره كثيرون سعرا بخسا يقيم السلسلة بأقل كثيرا من قيمتها الحقيقية. وقال بن محفوظ: "الحكومة المصرية الحالية لديها نية للحل لأن تلك الاستثمارات المتعثرة أثرت على العمالة ولم يستفد منها الاقتصاد المصري". وحول أبرز الحلول التي يطالب بها المستثمرون قال محفوظ: "نطالب الآن بما تطالب به هيئة الاستثمار في مصر بأن يحال أي مستثمر للجنة قضائية داخل هيئة الاستثمار". وتابع: "المشكلة ليست في القضية الأولى في المحكمة وإنما في القضايا الفرعية التي تنتج عنها.. حتى لو تم حل المشكلة الرئيسة تظل القضايا الفرعية". وقال: إن مشكلة الكعكي في طريقها للحل وأبدى أمله في الانتهاء منها خلال شهر. وأضاف أن من أبرز المشروعات المعثرة إلى جانب مشروع الكعكي مشروعات لمستثمرين من بينهم عبدالرحمن الشربتلي، وعبدالعزيز البراهيم، وجميل القنبيط. وتابع "رئيس هيئة الاستثمار الجديد وضع الأسماء الأربعة أمامه ويعطي وزارة التجارة والصناعة إشارة بأن أكبر مشاكل المستثمرين السعوديين في طريقها للحل. لو جرى حل مشاكل تلك الاستثمارات سيجري فتح صفحة جديدة مع الاستثمار في مصر".