أعربت المملكة أمس، عن أملها أن يحقق المؤتمر الدولي المزمع عقده لمناقشة الأزمة السورية، الوقف الفوري لإطلاق النار وأن يستجيب لتطلعات وآمال الشعب السوري في انتقال آمن للسلطة. وأوضح وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير خارجية الهند سلمان خورشيد في جدة أمس، أنه تم بحث واستعراض قضايا المنطقة والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك في إطار حرص البلدين على أمن واستقرار المنطقة وسلامتها، مشيرا إلى استعراض الأزمة السورية في ظل التطورات والمستجدات الدولية، وفي ضوء الدعوة التي أطلقت لعقد اجتماع دولي لمناقشة التطبيق الكامل لبيان جنيف في إطار سعي المجتمع الدولي للحل السياسي للأزمة. وأضاف الفيصل أن "المملكة تشدد من جانبها على البيان الصادر عن اجتماع عمان لأصدقاء سورية أنه لا يمكن أن يكون لبشار الأسد ونظامه والمقربين منه ممن تلوثت أياديهم بدماء الشعب السوري أي دور في مستقبل سورية، مع ضرورة أن تمنح الحكومة الانتقالية صلاحيات واسعة تمكنها من إدارة شؤون البلاد وإعادة أمنه واستقراره". وتابع "كما أن المملكة ترى ضرورة استمرار دعم المعارضة السورية الممثلة في الائتلاف الوطني الذي يعد الممثل الشرعي للشعب السوري، وتمكينه من الدفاع عن نفسه أمام آلة القتل الشنيعة للنظام التي لا تبقي ولا تذر مع استمرار المساعدات الإنسانية وتكثيفها للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يعيشها المهاجرون والنازحون". واستطرد الفيصل بالقول "تمت مناقشة الملف النووي الإيراني خصوصا مع عدم إحراز أي تقدم في المباحثات الأخيرة لمجموعة "5+1" الساعية لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة يكفل لإيران ودول المنطقة الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها". وأشار إلى أن المملكة شددت على خطورة هذا الملف على أمن المنطقة وضرورة استجابة إيران للجهود الدولية الجادة وإزالة الشكوك الإقليمية والدولية حيال سلامة برنامجها النووي مع التأكيد على خلو منطقة الشرق الأوسط والخليج من جميع أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية. وأضاف "ناقشنا أيضا النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وأود أن أشيد بموقف الهند المؤيد للحقوق الفلسطينية المشروعة وتصويتها إلى جانب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعطاء فلسطين صفة عضو مراقب في الأممالمتحدة ووجهات النظر متطابقة حيال ضرورة تحقيق السلام العادل والدائم والشامل وفق مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة الأطراف والقابلة للحياة على حدود 1967, وسيتم بحث الوضع في أفغانستان". وحول قضية السجناء السعوديين في العراق أوضح الفيصل أنها ستحل قريبا وأن جهود سفارة المملكة بالأردن مستمرة في هذا الجانب بشكل فعال. ونوه الفيصل بالتعاون المثمر والبناء بين المملكة والهند في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن التعاون أسهم في دعم الجهود الدولية القائمة لمحاربة هذه الآفة الخبيثة واجتثاثها من جذورها. وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين اتخذت منعطفاً تاريخياً مهماً خلال الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للهند عام 2006، والتوقيع على إعلان "نيودلهي"، وكذلك زيارة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج للمملكة عام 2010. من جانبه، أشاد وزير خارجية الهند بصبر وحكمة السياسة الخارجية السعودية في القضايا الإقليمية الساخنة في الملفين السوري والإيراني.