ارتبط أهالي جازان في أفراحهم بالفل، وتغنى الشعراء بعقوده المتدلية على صدور الليالي لتمنحها البياض واللحظة الفاتنة، وحظي الفل باهتمام المرأة الجازانية التي حرصت على زراعته في فناء منزلها وتولت بنفسها رعاية "رديمتها" والحرص عليها. ومع اقتراب فصل الصيف الذي يعد ميقاتا لمناسبات الزواج، تعاود نبتة الفل إنتاجها وحضورها وكأنها على موعد قطعته على نفسها بأن تشارك إنسان جازان أفراحه ومناسباته السعيدة. ويتميز الفل البلدي عن غيره بلونه الأبيض وحجمه الكبير ورائحته القوية، وتشهد أيام الأربعاء والخميس والجمعة حاليا طلبا متزايدا لارتباطها بإقامة العديد من المناسبات، ويصل سعر عقد الفل البلدي إلى 70 ريالا، ويرتفع مع دخول الإجازة الصيفية ليصل لأكثر من 150 ريالا. مدينة صبيا التي قال عنها الشاعر إبراهيم خفاجي "مثل صبيا في الغواني ما تشوف/ ناشرات الفل والنقش اليماني في الكفوف"، اشتهرت بحراج الفل الذي يقصده عاشقو هذه الزهرة، وشهدت السنوات الأخيرة طرقا جديدة في نظم عقود الفل، كالعقود المخصصة للعرائس التي يرتفع سعرها ليصل 400 ريال لما يستغرقه نظمها من وقت كبير وحرفية متناهية، إلى جانب أنها تستهلك كميات أكبر من زهرة الفل. وتحرص المرأة الجازانية على لبس عقود الفل في أفراحها وفق أشكال مختلفة تلائم طبيعة كل مناسبة.