أرجأت محكمة جنايات الإسكندرية أمس نظر قضية مقتل الشاب خالد سعيد إلى جلسة 25 سبتمبر المقبل، مع استمرار حبس الشرطيين، لمناقشة شهود النفي والإثبات، حيث وجهت لهما النيابة تهم القبض على شخص بدون وجه حق، واستخدام القسوة والتعذيب البدني. وكان سعيد (28 عاما) الذي عرفت قضيته إعلاميا "بشهيد الطوارئ" فارق الحياة في 7 يونيو الماضي، بعد تعرضه للضرب حتى الموت من قبل رجال الشرطة في قسم سيدي جابر بمحافظة الإسكندرية، - وفق منظمات حقوقية- وهو ما نفته وزارة الداخلية. وعقدت أولى جلسات المحاكمة في العاشرة من صباح أمس وسط حراسة أمنية مشددة للحد من تجمهر آلاف المتضامين مع القضية. وطالب رئيس هيئة الدفاع عن المجني عليه رأفت دوار بمجموعة من الطلبات، منها سماع أقوال رئيس وحدة مباحث قسم شرطة سيدي جابر، ومناقشة كل من الطبيب الشرعي بمصلحة الطب الشرعي بالإسكندرية الدكتور محمد عبد العزيز الذي قام بإيداع التقرير الأول، وكبير الأطباء الشرعيين بالقاهرة الدكتور السباعي محمد السباعي، وأعضاء اللجنة الثلاثية، التي كان قد تم تشكيلها لتشريح جثة المتوفى. كما طالب رئيس الجمعية المصرية لحقوق الإنسان حافظ أبو سعدة عضو هيئة الدفاع عن سعيد، بتغيير القيد والوصف للتهمة من تعذيب بدني وإلقاء القبض بدون وجه حق إلى جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، وطالب بإرفاق صحيفة منع التعذيب الموقع عليها من قبل رئيس الجمهورية ووزير الداخلية إلى أوراق الجلسة والعمل بها. وأكدت التحقيقات أن أمين ورقيب الشرطة ألقيا القبض على الشاب أثناء جلوسه في مقهى إنترنت بالقرب من مسكنه - الكائن بمنطقة كليوباترا وسط الإسكندرية - لتنفيذ حكم جنائي صادر ضده، وتبين حيازته للفافة من مخدر البانجو أثناء إلقاء القبض عليه، فقام بابتلاعها ليتعرض للاختناق ويلفظ أنفاسه.