ترك خطاب أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، مساء أول من أمس، تأثيراته فيما يتعلق بمستقبل مصير لبنان في ظل "ارتباطات الحزب الخارجية التي يقدمها على مصلحة بلاده متجاهلا موقف شركاء الوطن". وكان نصر الله قد ذكر في خطابه أنه لن "يترك اللبنانيين في القصير عرضة للهجمات ومن يحتاج للمساعدة لن نتردد في ذلك"، مما يؤكد أن الحزب مشغول فعلا في محاربة ثوار سورية، وأنه مستعد لمزيد من التورط في الأزمة. وتساءلت "قوى 14 آذار" عما إذا كان مطلوبا اليوم "رفع الحصانة عن نواب حزب الله ومحاكمتهم مع تزايد قوافل جثث مقاتلي الحزب العائدة إلى لبنان من سورية؟". من جهته، حمل رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري، أمس على مواقف نصر الله، التي أقر فيها بمشاركة حزبه في القتال في سورية، متهما إياه ب"جر لبنان إلى الخراب" من أجل إرضاء إيران والرئيس بشار الأسد. وقال في بيان: إن "حسن نصر الله اختار وبشكل نهائي أن يقف في صفوف الظالمين، وأن يعلن التزامه خط الدفاع حتى الموت عن نظام الأسد، وأن ينفذ أمر العمليات الإيراني والفتوى الصادرة عن ولي الفقيه بمنع سقوط هذا النظام". ورأى الحريري أن "أخطر ما ورد على لسان الأمين العام لحزب الله يتعلق بذلك الربط الانتحاري بين المسألة السورية وبين لبنان". وتابع، إن نصر الله نصب حزبه "بديلا للدولة ومؤسساتها وهو وحده على رأس حزب الله من يقرر عن كل اللبنانيين... من يصدر الأوامر بزج لبنان في الحروب الإقليمية والأهلية، ومن يجوز له إصدار الفتاوى في مقاتلة السوريين على أرضهم". كما نددت المعارضة السورية بتهديدات حزب الله. وجاء في بيان صادر عن الائتلاف الوطني المعارض "أمسى السوريون واللبنانيون على خطاب زعيم حزب الله منتظرين منه أن يكف يده عن الآمنين في حمص ودمشق، وآملين من قيادة الحزب أن تعي خطورة الوضع في المنطقة وما آلت إليه الأمور بسبب تمسكها بنظام سياسي أجرم بحق الشعبين في البلدين". وأضاف لكن "السوريين واللبنانيين لم يسمعوا إلا تهديدات تعودوها من نظام الأسد، وتحذيرات باحتراق المنطقة سمعوها من مسؤولي إيران، إضافة لاعترافات بالتدخل السافر في شؤون سورية الداخلية، وذرائع تدعي حماية اللبنانيين في حمص وحماية المقامات الدينية في دمشق". وجدد الائتلاف "دعوته للحكومة اللبنانية إلى ضبط حدودها والإيقاف العاجل، بكل الوسائل الممكنة، لجميع العمليات العسكرية المنسوبة لحزب الله في المواقع القريبة من الحدود السورية".