انطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أول مفاوضات رسمية مباشرة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال لبحث الوضع الأمني والإنساني والسياسي بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، برعاية لجنة الوساطة الأفريقية برئاسة ثابو أمبيكي. وكانت الخرطوم رفضت عدة مرات في السابق الجلوس إلى مائدة الحوار مع المتمردين الشماليين، وطالبت حكومة الجنوب أكثر من مرة بفض ارتباطها العسكري معهم. إلا أنها عدلت موقفها مؤخراً ووافقت على الانخراط في المفاوضات، التي عقدت أول من أمس. ويرى مراقبون أن انعقاد هذه المحادثات في حد ذاته يعتبر نجاحا، ويأملون أن يوافق الطرفان على السماح للأمم المتحدة بتسليم معونات غذائية عاجلة إلى مناطق يسيطر عليها المتمردون في الولايتين. وأكد رئيس وفد الحكومة السودانية للمفاوضات حول المنطقتين إبراهيم غندور حرص حكومته على تحقيق السلام والاستقرار في الولايتين المذكورتي، وقال إن وفده جاء يبحث عن سلام حقيقي ينهي معاناة مواطني المنطقتين. ومن جانبه قال رئيس لجنة الوساطة ثامبو أمبيكي إن المفاوضات ستتناول الوضع الإنساني بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وكذلك الترتيبات الأمنية والأوضاع السياسية في المنطقتين. وأضاف "الوساطة ستعكف على دراسة رؤية كل طرف، وتقريب وجهات النظر، ووضع الأجندة وتحديد الجداول الزمنية للمفاوضات التي من المتوقع أن تنتهي غداً. بدوره أعلن رئيس وفد الحركة الشعبية ياسر عرمان أنهم جاؤوا إلى المفاوضات "بقلب وعقل مفتوحين للدخول في مفاوضات وحوار مباشر مع الحكومة السودانية.