بدأت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس الأول المفاوضات المباشرة بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال) تحت رعاية الاتحاد الإفريقي. وعقد الجانبان جلسة استمرت أكثر من ساعتين أجمعا خلالها على عزمهما في الوصول إلى تفاهم ينهي القتال الدائر في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق، الذي شارف على إكمال عامه الثاني. فيما تباينت وجهات النظر بين وفد الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال بعد بدء أولى جلسات التفاوض حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. من جانبه، دفع رئيس وفد الحركة الشعبية، ياسر عرمان، على طاولة التفاوض بقضية دارفور، وبمسألة الاتفاق على إطار قومي يحقق المواطنة في السودان بلا تمييز في إطار عملية دستورية شاملة بالإضافة إلى التمسك بالاتفاق المعروف باسم اتفاق (نافع علي نافع- مالك عقار) الموقع عام 2011 بين الحكومة وقطاع الشمال. غير أن رئيس الوفد الحكومي، الدكتور إبراهيم غندور، رفض مناقشة أي قضايا أو موضوعات باستثناء قضية منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، ووجَّه غندور حديثه إلى رئيس الآلية الإفريقية ثابو مبيكي بالقول «نحن جئنا إلى هنا فقط لمناقشة أوضاع المنطقتين». وشدد إبراهيم غندور الذي تعمد تجاهل قضية دارفور في كلمته على أن تدهور الأوضاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق أمر يشغل جميع السودانيين وربما بعض الأفارقة المهتمين بتحقيق الاستقرار في السودان، مؤكداً على ضرورة تركيز التفاوض في القضايا المتعلقة بالمنطقتين فقط سواءً في الشأن السياسي أو الأمني أو الإنساني. وذكر أن هذه المفاوضات تهدف لتحقيق السلام والاستقرار داخل جمهورية السودان، مشيراً إلى أن لجنة الوساطة عقدت لقاءات مع رئيسي وفدي البلدين، وأبديا استعداداً طيباً للتباحث والتوصل إلى حلول سلمية. من جانبه، أوضح ياسر عرمان أن أجندة الحركة الشعبية للتفاوض تتمثل في الشأن الإنساني والترتيبات الأمنية وانتهاج سياسة جديدة لإدارة الحكم في الولايتين، إضافة إلى معالجة الأوضاع في دارفور. وقدم عرمان في كلمة مطولة طرحاً لمعالجة قضايا السودان بشكل عام لايقتصر على المنطقتين وهو ما لقي الرفض الشديد من جانب الوفد الحكومي الذي أكد رئيسه أنه جاء يبحث عن سلام حقيقي ينهي معاناة مواطني المنطقتين، مشدداً على ضرورة دعم الوساطة الإفريقية من أجل إنجاح عملية التفاوض لإعادة الاستقرار إلى مواطني النيل الأزرق وجنوب كردفان . إلى ذلك، رجحت مصادر مطلعة من أديس أبابا، في حديثها ل «الشرق»، أن تقوم الوساطة باستبعاد قضية دارفور والأجندة الوطنية التي طرحها عرمان والاكتفاء بالتفاوض حول كل ما يتعلق بالمنطقتين، وكشفت المصادر أن وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال يضم قيادات شمالية ومن الشرق ودارفور تأكيداً على رغبة القطاع في حل مشكلات السودان ككل.