واصل فن "الجرافيتي" حضوره القوي على الساحة السياسية المصرية لينتقل من "جدران المبادئ" بالشوارع والميادين، إلى موائد النقاش الثقافي بحثا عن القصاص لدماء "شهداء" ثورة ال25 من يناير 2013، حيث استضافت "المائدة الثقافية" للهيئة المصرية العامة للكتاب مساء أول من أمس، ندوة حول كتاب "ثورة الجرافيتي" الذي أصدرته الهيئة في جزأين بعنوان "أرض أرض" و"مكملين"، حيث يوثق فيهما الفنان شريف عبدالمجيد، لرسوم "الجرافيتي" على الجدران أثناء الثورة وبعدها في مختلف محافظات مصر. شارك في الندوة الكاتب زكي سالم، والفنان التشكيلي وليد عبيد، وأدارها الصحفي هشام أصلان. وقال زكي سالم: في الأيام الأولى من الثورة كان رسم الجرافيتي يعد عملا خطرا، لأن هذه الرسومات توثق لصور الشهداء وتكتب أهداف الثورة على الجدران، وأضاف سالم: أول حقيقة تقابل الإنسان في الحياة هي الفناء فنحن سنفنى جميعا، ولذلك أتت فكرة التسجيل مثل الفراعنة يرسمون على المعابد، وكذلك فنانو الثورة يرسمون على الجدران، مشيرا إلى أن الرسومات كانت متفاعلة مع الناس ومتواصلة معها لأبعد حد، وعبر الجرافيتي أيضا عن روح الدعابة والفكاهة المصرية. وعن تعدد المستوى الفني للجرافيتي قال وليد عبيد: هذا حقيقي لأن هذه الرسوم شارك فيها الثوار أنفسهم والناس المشاركون في الثورة، وفن الشارع معروف في جميع أنحاء العالم، كل الكتب التي وثقت للجرافيتي وثقت للقاهرة فقط، ولكن هذا الكتاب الوحيد الذي وثق لباقي المحافظات، وعن الكتابة الإنجليزية قال عبيد: إن هناك مصطلحات ليس لها ترجمات عربية بين الثوار كالثوار الاشتراكيين. وتحدث شريف عبدالمجيد عن كتابه وقال: كنت في البداية أنزل إلى الشارع مثل أي شخص إلى أن بدؤوا في مسح رسوم الجرافيتي، ووجدت رجلا يكتب "أنا كنت هنا"، وكانت هذه أول صورة صورتها، والمحافظات الأخرى كانت بداياتها الإسكندرية والسويس ولم أجد أي كتاب يتحدث عن فن الجرافيتي، وعندما قمت بالتصوير فصلت بين الجزء السياسي وبين الجرافيتي الخاص بالجماهير الرياضية.