تزخر لغتنا العربية الجملية بكثير من الغرائب والعجائب والطرائف والمعاني الجميلة التي قلما تجدها في أي لغة أخرى، فلغة الضاد فيها الكثير من الأسرار التي تخفى على كثير من الناس. فمثلا: الكثير يعتقد بأن كلمتي (السنة - العام) مترادفتان وأن السنة هي العام وأن العام هو السنة ولكن هذا غير صحيح. يقول الله تعالى: (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما). ألم يكن بالإمكان أن يقول الله عز وجل "تسعمئة وخمسين سنة"؟ فلماذا ألف سنة إلا خمسين عاما؟ إن لفظة سنة تطلق على الأيام الصعبة الشديدة! ولفظ عام يطلق على الأيام السهلة، أيام النعيم والرخاء. يقول تعالى في سورة يوسف: (تزرعون سبع سنين) ثم قال (ثم يأتي من بعد ذلك عام يغاث فيه الناس). فبذلك يكون سيدنا نوح قد لبث ألف سنة شقاء إلا خمسين عاما! وتكون سنوات الزراعة السبع سنوات شقاء قبل أن يأتي العام الذي يغاث فيه الناس في الآية الثانية. لذلك يفضل البعض أن يقول كل عام وأنت بخير على أن يقول كل سنة وأنت طيب. هذا في موضوع التناقض والترادف، أما في مسألة المثنى العجيبة فإننا نجد بعض الكلمات في صيغة المثنى وتدل على شيئين متناقضين، فمثلا: الثقلان: الإنس والجن. الوالدان: الأب والأم. الداران: الدنيا والآخرة. الأصغران: القلب واللسان. الأبيضان: السكر والملح. الأصفران: الذهب والزعفران. أخيرا.. ومن أسرار اللغة العربية، عدم وجود كلمة عربية فصيحة تجمع حرفي العين والحاء في كلمة واحدة! جربوا وستعرفون ذلك!