كشف رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز عن بدء تطبيق النموذج التجريبي لتحويل مراكز الإسعاف إلى محطات إسعافية "مجمعات ميدانية،" بهدف تحقيق زمن استجابة سريع لوصول الفرق الإسعافية إلى مواقع الحوادث، والإسهام في تخفيف الأعباء الإدارية والمالية، وإيجاد حلول عملية للنقص في أعداد المراكز الإسعافية، إضافة إلى رفع أداء وجودة خدمات الهلال الأحمر السعودي بشكل عام. وأوضح الأمير فيصل بن عبدالله أن الهيئة وضعت استراتيجية عشرية "استراتيجية 2022م"، بعد دراسة عميقة لأفضل الدول المتقدمة في مجال الخدمات الإسعافية، وهي "أميركا وأستراليا وكندا وبريطانيا والهند"، والتي تطبق نموذجا مشابها، مما يعزز الاستفادة من تلك التجارب، والتعرف على أبرز المستجدات في مجال الاختصاص، وبالتالي العمل على التغيير المأمول سواءً في المجال الإسعافي أو المجال الإداري لتطوير الطاقات البشرية والبنية التحتية. وقال إن فكرة المشروع تعتمد على تقسيم مدينة الرياض إلى 5 أجزاء "شمال، شرق، جنوب، غرب، ووسط"، بوضع محطة إسعافية في كل جزء يتبعها أكثر من نقطة تمركز، بحيث يستجيب من كل نقطة حوالي خمس فرق إسعافية. وتوقع سموه أن يتضاعف العدد في المستقبل لتُغطّى كل محطة ب40 فرقة، مبيناً أنهم يسعون في هذه التجربة إلى تطبيق فكرة الفرق الإسعافية شبه الجوالة التي يمكن تحريكها وتوجيهها حسب الاحتياج التشغيلي اليومي وساعات الذروة، وتمركز الحوادث المحددة وفق الإحصاءات والبيانات العلمية والميدانية، مما يحقق تغطية أشمل مبنية على إحصاءات وبيانات تشغيلية ميدانية. من جانبه، أوضح مساعد رئيس الهيئة للشؤون الفنية الدكتور رشيد العيد، أن الهيئة تسعى إلى تقديم الخدمة الطبية الإسعافية للمصاب من خلال تحقيق زمن الاستجابة الذي لا يتجاوز عشر دقائق منذ تلقي البلاغ، مبيناً أن هذا الهدف يتطلب تحديث وتطوير العديد من المحاور المتعلقة بالبنية التحتية والكفاءات البشرية المؤهلة علمياً وعملياً، والاستعانة بالتقنيات والتجهيزات الحديثة لإدارة العملية الاسعافية. وأضاف الدكتور العيد أن الهيئة تسعى لأن تنتقل بخدماتها لمستوى مميز من خلال العمل على 3 مستويات مختلفة، الأول يهدف إلى إيجاد حلول سريعة للعقبات والإشكالات التي تواجه الخدمات الطبية الإسعافية، والثاني البحث عن حلول متوسطة المدى، والثالث العمل على الحلول الاستراتيجية طويلة الأمد. وأشار إلى أن الاستراتيجية تبنت نظام الرعاية الأميركي الذي يركز على تقصير زمن ما قبل المستشفى، وتكريس كافة الجهود لإيصال المريض في أسرع وقت ممكن خلال "الساعة الذهبية" منذ وقوع الحادث وحتى وصوله لقسم الإسعاف. ويهدف هذا النظام إلى العمل على تحويل الحالة الخطرة ومتوسطة الخطورة إلى حالة مستقرة أثناء النقل لأقرب منشأة صحية مناسبة بأسرع وقت. وأضاف العيد أن البيانات الأولية لتطبيق النموذج التجريبي بشرق الرياض تعتبر واعدة جداً، حيث تم التحقق من الجوانب الرئيسية للمشروع، ويجري العمل لاستكمال باقي مراحله خلال الأشهر القادمة.