رفض بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، طلب بعض الأقباط الحماية الدولية على خلفية الاعتداءات التي تعرضوا لها مؤخرا بمصر. وقال: "الكنيسة تعبر عن نفسها ومن يطلبون الحماية الدولية يعبرون عن أنفسهم، ونحن لا نطلب حماية من أحد إلا الله". وأضاف "أحداث الخصوص والاعتداء على الكاتدرائية مؤلمة وغريبة على المجتمع، ولأول مرة في تاريخ مصر يتم الاعتداء على المقر الرئيس للكنيسة الأرثوذكسية والمقر البابوي. وهناك اتصالات مع الرئاسة والحكومة وشيخ الأزهر، لكن هذا لا يمنع أن الجهات الأمنية قامت بدور غير كامل، والتقاعس الذي رأيناه في الصور وعلى شاشات التليفزيون مهين لمصر، والوضع كان من الممكن أن يتم السيطرة عليه لو كان هناك قرار صائب في توقيت صحيح، ولكن هناك حالة عدم استقرار وتسيب، والمشاعر لا تكفي في هذه الأمور، ونريد قرارات حاسمة ومرضية". وكان بعض الناشطين الأقباط، قد ألمحوا إلى طلب حماية دولية لهم، إذ أعلن المفكر القبطي سليمان شفيق وقوفه مع هذه الدعوة. وقال في تصريحات إلى"الوطن"، إنه طالما رفض هذه الفكرة، لكنه يراها في الوقت الراهن ضرورية بسبب ما تعانيه مصر الآن من انفلات أمني. من جهتها اتهمت منظمة العفو الدولية أمس السلطات المصرية بالفشل في حماية الأقباط من العنف الطائفي، وأنها تفضل الصلح العرفي على ملاحقة الجناة. وقالت الباحثة في المنظمة ديانا الطحاوي: "طيلة عقود ماضية فشلت الحكومات المصرية مرارا في حماية المسيحيين وكنائسهم من الاعتداءات، ومثلما كان الوضع في عهد الرئيس السابق حسني مبارك ومن بعده المجلس العسكري، فإن الأقباط تعرضوا منذ بدء العام الحالي إلى أكثر من 6 اعتداءات على كنائس أو مبان تابعة لها، كما أن وعود الرئيس مرسي بملاحقة الجناة وفتح تحقيق لم تتم ترجمتها فعليا على أرض الواقع". بدوره قال مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية والتعاون الدولي عصام الحداد، إن الحكومة تؤكد رفضها الكامل للعنف بجميع أشكاله، وتحت أي ذريعة، مؤكدا أن جميع المصريين مواطنون، وينبغي أن يتمتعوا بجميع الحقوق وأنهم متساوون أمام القانون. وأضاف في بيان "لن نسمح بأي محاولات لتقسيم الأمة، أو إشعال الفتنة والوقيعة بين المصريين، والاشتباكات التي وقعت خلال الأيام الماضية". وفي سياق منفصل، صعَّدت جماعة الإخوان المسلمين أمس من هجومها ضد رئيس حزب "الدستور" محمد البرادعي. وقال القيادي بالجماعة عصام العريان "هذا الرجل ظل 12 سنة ممثلا لأميركا وأوروبا وليس مدعوما أو مرشحا من وطنه مصر، ويجب محاكمته على جريمة الغزو الأميركي للعراق، كون أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي كان يرأسها أعطت مبررا للغزو". وبالمقابل استنكر القيادي بحزب المصريين الأحرار أحمد خيري الهجوم الإخواني، مضيفا في تصريحات إلى"الوطن"، أن "كلمات العريان تؤكد أنه يغيِّر كلامه وفقا للغة المصالح، إذ سبق له التحالف مع البرادعي، وكال له كل عبارات الإشادة والمدح، فضلا عن أن الإخوان سعوا للتقرب منه قبل ثورة 25 يناير، من أجل الحصول على منافع سياسية".