اختتمت أمس المحادثات النووية بين القوى العالمية وإيران دون التوصل لاتفاق بشأن النزاع المستمر منذ فترة طويلة والذي يهدد باندلاع حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط. وفشل المفاوضون في تضييق هوة الخلافات في محادثات أمس. وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، التي تدير مفاوضات الدول الست الكبرى مع إيران إثر اجتماعات في كازاخستان أن "التباعد لا يزال كبيرا" بين مواقف إيران والدول الكبرى. وقالت إنه بعد يومين من "المفاوضات الطويلة والمكثفة، من الواضح أن مواقف الطرفين "لا تزال متباعدة جدا". وأضافت أن الدول الأعضاء في مجموعة خمسة زائد واحد (الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا) وإيران لم تتوافق على موعد ومكان الاجتماع المقبل. وتابعت "توافقنا إذن على أن يعود جميع الأطراف إلى عواصمهم لتقييم المرحلة التي بلغتها عملية التفاوض". وقالت أيضا "سأظل على اتصال بكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي لتحديد مسار التحرك المقبل". من جهته، نفى نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف وجود "تفهم متبادل" بين الجانبين. وأوضح أن إيران والدول الست الكبرى أخفقت في التوصل إلى حل وسط في المفاوضات التي جرت في قازاخستان لكنها كانت خطوة للأمام. وأضاف ريابكوف في ختام المحادثات "بالتأكيد كانت هذه المحادثات خطوة للأمام"، لكنه استدرك إلى القول "لم نتمكن من التوصل إلى حل وسط هذه المرة". وتابع إن من المبكر تحديد موعد أو مكان لمزيد من المحادثات. وأوضح مسؤولون غربيون أن مواصلة المحادثات كانت هي الرغبة الأكثر قبولا بين الطرفين، بعد أن ردت إيران أول من أمس على عرض محدود بتخفيف العقوبات باقتراح من جانبها أربك الدبلوماسيين الغربيين، وقالت روسيا إنه أثار مزيدا من التساؤلات بدلا من تقديم إجابات. ومع إدراك كل الأطراف أن انهيار الوسائل الدبلوماسية يمكن أن يدفع المواجهة أقرب نحو حرب، لم يتحدث أحد في ألماتي بشأن التخلي عن الجهود الدبلوماسية. لكن التوصل لاتفاق فعلي يبدو بعيد المنال عن أي وقت مضى. وقال مسؤول شارك في المحادثات إن منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون كبيرة مفاوضي القوى العالمية عقدت اجتماعا ثنائيا أمس مع نظيرها الإيراني سعيد جليلي. وقال مسؤول إيراني "لقد تطرقا بالتفاصيل إلى وضع المفاوضات الأخيرة وآخر وجهات نظر الطرفين". وأضاف "لقد تبادلا أيضا وجهات النظر حول طريقة المضي قدما في المفاوضات". وأضاف المسؤول أن دبلوماسيين صينيين وفرنسيين عقدوا اجتماعا ثنائيا مع الوفد الإيراني قبل استئناف جولة موسعة من المحادثات عند الظهيرة. ومن الصعب التحدث عن تقدم محتمل في المفاوضات، لأن الدبلوماسيين يبدون تحفظا شديدا حول تطورها. ونظرا لأن هناك انتخابات رئاسية مزمعة في إيران في يونيو المقبل فإن الآمال بتحقيق تقدم توصف بأنها ضئيلة حتى قبل اليوم الأول من المحادثات عندما امتنعت إيران عن قبول أو رفض عرض بتخفيف متواضع في العقوبات مقابل الحد من أغلب الأنشطة النووية الحساسة.