موسكو، طهران – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – سعت روسيا أمس، الى إنقاذ جولة المحادثات التي استضافتها بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، فيما تبادل الطرفان الاتهامات في شأن تعثّر الاجتماع. وعقد الوفد الإيراني إلى موسكو، برئاسة سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، ووفود الدول الست برئاسة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، جولتين من المحادثات. كما عقد جليلي وأشتون اجتماعاً ثنائياً، ناقشا خلاله «مسائل خلافية»، بعد لقاء الأول مرتين، سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي الذي قال لوكالة «رويترز» أن «لا شيء سينهار» خلال المحادثات، مضيفاً: «سنحقق نتيجة معقولة»، وذلك بعدما أقرّ الاثنين ب «صعوبة التوفيق بين» طرفي المحادثات. وأشار ديبلوماسيون الى جهود تُبذل لإيجاد قاعدة مشتركة كافية لضمان مواصلة المحادثات في مكان آخر مستقبلاً. وقال موفد غربي: «ثمة أفكار كثيرة، وهذا جزء من المدّ والجزر في المفاوضات». وأوردت وسائل إعلام ايرانية أن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «دعت الى عقد اجتماعات لخبراء، بعد جولة موسكو». وطلبت ايران تخفيف العقوبات المفروضة عليها، واعترافاً بحقها «المطلق» في تخصيب اليورانيوم، فيما اقترحت الدول الست أن تجمّد ايران التخصيب بنسبة 20 في المئة، وأن تخرِج من أراضيها أي مخزون منه لديها، وتغلق منشأة فردو المحصنة للتخصيب قرب مدينة قم. ونقلت «رويترز» عن ديبلوماسي غربي إن الإيرانيين «كانوا واضحين جداً، أكثر من أي وقت سابق، في الحديث عن (التخصيب) بنسبة 20 في المئة، في شكل مفصّل وصريح». لكن الوكالة نسبت الى ديبلوماسي غربي آخر أن على الإيرانيين بذل مزيد من الجهود، لاستجابة اقتراحات الدول الست في جولة بغداد الشهر الماضي. في المقابل، نقلت «رويترز» عن ديبلوماسي إيراني قوله: «لم نأتِ الى موسكو فقط لإجراء مناقشات، بل للتوصل إلى تسوية. لكننا نعتقد بأن الطرف الآخر ليس مستعداً لذلك». كما نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن عضو في الوفد الإيراني إن «تقدّماً كبيراً سيتحقق خلال فترة وجيزة»، في حال قبلت الدول الست شروط طهران ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن «مسؤول» في الوفد الإيراني إن ثمة «صعوبات في المناقشات»، مشيراً الى أن الوفد «قدّم خلال يومين من المفاوضات، اقتراحات شاملة وإيضاحات مفصّلة لرزمة طرحها خلال جولة بغداد، ما دفع (الدول الست) الى طلب مزيد من الوقت لدرسها». ولم يستبعد تواصل المحادثات لاحقاً. واعتبر عضو في الوفد الإيراني أن «الدول الست أمام مفترق طرق، أحدها يؤدي الى الخروج من أزمة مستمرة منذ 10 سنوات حول البرنامج النووي الإيراني، وإن اختارتها فإن إيران مستعدة لاتخاذ تدابير بناءة. لكن إن اختارت الطريق القديمة، لن يكون ممكناً إحراز تقدّم». واضاف: «إذا أراد الطرف الآخر إحراز تقدّم في المحادثات، عليه منح المفاوضين صلاحيات كاملة. جئنا إلي موسكو لاتخاذ قرار، لكن يبدو أن الطرف الآخر لا يملك صلاحيات كافية في هذا الشأن. إيران جادة في هذه الجولة، لكن الطرف الآخر قدّم أجوبة مقتضبة». واعتبر أن «تحقيق تقدّم يوجب تحديد الخطوات منذ بدايتها حتي نهايتها»، وزاد: «نرفض قرارات مجلس الأمن ضدنا، والتي لا يمكن أن تشكّل ركيزة للمفاوضات، بل معاهدة حظر الانتشار النووي». وأفادت وكالة «مهر» بأن ايران «رحّبت باقتراح روسيا العودة الى خطة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، لتحقيق تقدّم في المحادثات». وأشارت الى أن الأخير «كان نشر مقالاً قبل الانتخابات الروسية، تطرّق فيه الى البرنامج النووي الإيراني واقترح للخروج من المفاوضات المعقدة والصعبة، اعتراف الدول الست بحق ايران في التخصيب، في مقابل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».