عام يمضي وآخر يأتي، أخطاء طبية أدانت فيها الهيئة الطبية الشرعية كوادر الشؤون الصحية، مجمع طبي طاله التعثر وينتظر الافتتاح الرسمي، مشاريع صحية متعثرة بعضها جاوز ال7 سنوات ولا تزال.. كل ذلك لم يشفع لمنطقة نجران أن تحظى بإطلالة وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، الذي أنهى عامه الرابع في الوزارة دون أن تحظى نجران بزيارته أو أحد مساعديه والتي تأجلت أكثر من مرة لأسباب غير معروفة. ورغم أن فعاليات الحوار الوطني الذي أقيم في نجران قبل حوالي ثلاث سنوات بعنوان "حوار بين المجتمع والمؤسسات الصحية"، شهد غياب الوزير واعتذاره عن المشاركة في اللحظات الأخيرة، واضعا أكثر من علامة استفهام بين الحضور حينها لحساسية موضوع الحوار والمتعلق بعمل وزارته، التي لم تغير شيئا وكانت صحة نجران قد بدأت التجهيز لاستقبال الوزير قبل 3 أشهر إلا أن ذلك أيضا لم يتحقق لأسباب مجهولة حتى الآن، مما أثار حفيظة المواطنين من عدم زيارته للمنطقة رغم ما تعانيه من تردي في خدماتها الصحية وكثرة الأخطاء الطبية التي شهدتها على مدى الأعوام الماضية. وأوضح عضو ملتقى نجران الثقافي عبدالله سدران، أن منطقة نجران تحتاج كثيرا من الاهتمام والتطوير والتوسع في خدماتها الصحية، حيث إن هذا القطاع المهم بل الأهم للمواطن الذي يعاني من الضعف والتردي وقلة الحيلة وضيق ذات اليد، مشيرا إلى أن جولة بسيطة على أقسام الطوارئ بمستشفيات المنطقة تكفي لمعرفة المعاناة التي يتعرض لها المواطن. وأضاف: إذا كان قدرنا أن تكون منطقتنا قصية وبعيدة عن عين وضمير المسؤول الأول عن هذا القطاع فإن الأمانة التي حملها إياه ولي الأمر لن تغفر له ولن تعفيه أمام الله وأمام المواطن المقهور، متسائلا: هل لا يستطيع الوزير تخصيص يوم أو يومين من وقته على مدى أربع سنوات مضت ليزور نجران، وهو الذي وجد الوقت لزيارة مناطق أخرى رغم أنه المسؤول الأول عن صحة المرضى واستغاثاتهم التي يقرأها بشكل شبه يومي من خلال الصحف. بدورها حاولت "الوطن" التواصل مع المتحدث الإعلامي بوزارة الصحة الدكتور خالد بن محمد مرغلاني، للاستفسار عن عدم تفقد الوزير للخدمات الصحية بنجران على مدى الأعوام الماضية، إضافة إلى معرفة ما إذا كانت هناك زيارة مجدولة للمنطقة خلال الأيام المقبلة، لكنه لم يرد على هاتفه النقال، وتم إرسال رساله نصية متضمنة جميع الاستفسارات لكنه تجاهلها ولم يرد أيضا.