صدم "أبوخالد" عندما أخبره المحاسب بقيمة الفاتورة، التي فاقت ألف ريال، احمر وجهه، وتلعثم، ونظر بحدة إلى زوجته التي لم تتمالك نفسها، فخرجت منها ضحكة مكتومة، ولكنه تماسك حتى لا يشعر المحيطون بالموقف، وأخرج بطاقة الصرف الآلي، وأعطاها للبائع ببطء، وقد تملكته حالة من الغيظ. وتلجأ بعض الزوجات إلى حيل طريفة للتخلص من بخل الأزواج، أشهرها إحراجه، بشراء ما يردن، ووضعه أمام الأمر الواقع. تقول أم خالد "وافق زوجي البخيل على مرافقتي مع أطفالي في جولة للتسوق بإحدى المراكز التجارية، ولكن بشرط ألا تتجاوز الفاتورة المائة ريال". وأضافت "عندما دخلت المتجر طلبت منه انتظارنا، حتى لا يمل من التجوال، وبالفعل كان لي ما أردت، وما إن أخذت عربة التسوق حتى بدأت أهيل عليها كل متطلباتنا التي طالما حرمنا منها بسبب بخله وحبه لجمع المال". وتابعت أم خالد قائلة: "كان يحدق بي من بعيد، وكاد يصاب بأزمة قلبية عندما رأى ما في العربة، وعندما تدخل محاولا تذكيري بالاتفاق، أخبرته أن هذه الأغراض سنختار من بينها، وسنترك الأشياء التي لا نريدها قبل المحاسبة، فتهللت أساريره" وتابعت أم خالد: "ملت برأسي قليلا، وأنا أعلن له الولاء والطاعة من الظاهر فقط، ولا يعلم ما في نفسي، وجاءت اللحظة الحاسمة عندما وضعت كل الأغراض أمام المحاسب، وكانت الصدمة الكبرى لزوجي حينما أعلن المحاسب عن ثمن الفاتورة". فاطمة مصعب لجأت إلى نفس الحيلة لمعالجة بخل زوجها، تقول "اتّصلت بي أختي راغبة في زيارتي مع بعض الصديقات، وبمجرد أن سمع زوجي بنبأ الزيارة، امتعض، وتغير لونه، وظهر وكأنه أصيب بصعقة كهربائية، وخاطبني بعصبية وقال إنه غير مستعد لإحضار أي شيء من أجل الضيافة، معللا ذلك بحرصه على توفير المال من أجل المستقبل". وتابعت قائلة: "تملكني الغيظ، فعزمت على معالجة الأمر بطريقتي، وعندما زارتني أختي وصديقاتي، طلبت كل ما لذ وطاب من أحد المطاعم عن طريق الهاتف، وأعطيت المحاسب عنوان الاستراحة التي يرتادها زوجي، وطلبت منه الذهاب لاستلام المبلغ الذي تجاوز سبع مائة ريال، وكما توقعت اضطر زوجي لدفع المبلغ صاغرا خوفا من أن يتهمه أصدقاؤه بالبخل، وتأهبت يومها لمشاجرة عاصفة معه بسبب هذا الموقف". أما "أم فيصل" فلجأت إلى طريقة أخرى للتعامل مع المشكلة وإن كانت سلبية، تقول "في كل مرة أخرج فيها للتسوق يمنحني زوجي مبلغا محدودا من المال، وبالتالي لا أستطيع شراء شيء" وأضافت "اضطررت إلى تغيير ثمن السلع التي ابتاعها بأن أزيد في قيمتها، فالتي كتب عليها 10 ريالات أغيرها بالقلم الأسود إلى 30، وهكذا استطعت معالجة بخله الشديد". ومن الطريف ما ترويه "أم سلمان" التي عرفت بالدعابة حتى مع معضلة بخل زوجها، حيث تقول: "في كل مرة أحتاج فيها مبلغا أخبره بأنني سأشتري هدية لأمه أو إحدى أخواته من أجل كسب المودة، فيعطيني، وكل ما أخشاه أن يسأل إحداهن ذات مرة عن هذه الهدايا فيكتشف حيلتي" وترى أخصائية الاقتصاد المنزلي تهاني الشمري أن البخل معضلة كبيرة تقف حجر عثرة أمام الحياة الهانئة، وهو من أسوأ الصفات التي تقف عائقا أمام سعادة الأسرة، خاصة حينما تتسرب هذه الصفة بسلبياتها على الأبناء فتفقدهم عنصر الأمان. وعن العلاج تقول إن "الحل يبدأ باستغلال نقاط ضعف الرجل، فحين تعرف الزوجة تلك النقاط يسهل عليها التعامل مع هذا النوع من الأزواج، ويصبح من السهل عليها تغيير طباعه التي لا تعجبها، خاصة صفة البخل"، مشيرة إلى أن هذه السلبية يمكن أن يتخلص منها الزوج بالتدريج في حال تم تدريبه وباستمرار على الإنفاق المعقول بعيدا عن الإسراف. ونصحت الزوجات بالتعامل العقلاني مع الزوج البخيل قائلة: "يجب على الزوجة في حال اكتشافها بأن زوجها بخيل أن تحاول تفهم الأسباب، وبالتالي تحاول معالجته من تلك المعضلة بالتدريج، وأن تتجنب التهكم والسخرية من الزوج، ووضعه في المواقف المحرجة، خاصة أمام زملائه والعائلة، وأن تحاول جاهدة الثناء عليه أمام عائلته وعائلتها، والحديث عن مدى كرمه وسخائه لها ولأبنائها.