رغم تخصيص ركن لجمعية المعاقين في الأحساء، داخل مهرجان سوق هجر في قصر إبراهيم الأثري وسط المنطقة التاريخية للأحساء، إلا أن زوار المهرجان من ذوي الإعاقة الحركية، واجهوا صعوبة بالغة في تنقلاتهم داخل مواقع المهرجان، مطالبين اللجان المنظمة في المهرجانات المقبلة بمراعاة احتياجاتهم والمتمثلة في أقل تقدير -على حد قولهم- بإنشاء طريق ممهد لتحرك عربات المعاقين، ودورات مياه لهم، وتخصيص مواقع جلوس لذوي الاحتياجات قريبة من الفعاليات. وبدوره، أكد مدير جمعية المعاقين في الأحساء عبداللطيف الجعفري أن الجمعية تحرص على التواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق رسائل الجوال والموقع الإلكتروني لحضور مثل هذه المهرجانات التي تحرص على دمجهم مع أفراد المجتمع وإخراج ذوي الاحتياجات الخاصة من عزلتهم، ودفعهم للمشاركة في هذه الأنشطة، مضيفاً ل"الوطن" أنه يفترض أن تستفيد جميع فئات المجتمع بمن فيهم ذوو الإعاقات من مختلف المرافق والمنافع العامة في المحافظة بمفردهم –دون مساعدة الغير- وفق المواصفات والمعايير المعتمدة في دليل الاسترشاد للوصول الشامل لجميع فئات المجتمع بمن فيهم المعاقون وكبار السن. وأوضح الجعفري أن المجتمع بحاجة إلى وعي ثقافي بأهمية "الوصول الشامل"، التي يستلزم توفيرها في المواقع الخدمية، وإلزام المهندسين والمكاتب الهندسية بالعمل على تنفيذها في المشاريع الحكومية والمجمعات التجارية وفق كود هندسي يراعي تلك المواصفات، لافتاً إلى أن تنفيذ البنية العمرانية للمعاق سيسهم بشكل كبير في اندماجه في المجتمع ومقدرته التامة على تنفيذ احتياجاته بمفرده. واعتبر توفير تلك الخدمات حق من حقوق الجميع للاستفادة من مكونات البيئة العمرانية من طرق ووسائط نقل ومبان ومنشآت ودور بما يحقق مبدأي العدالة والمساواة في استفادة الجميع من هذه العناصر. وأكد الجعفري، أن المجتمع بحاجة ماسة إلى تأهيل جيل جديد من المهندسين السعوديين لعمارة "إنسانية" قبل أن تكون عمارة خرسانية، هدفها في المقام الأول خدمة الإنسان، وإنشاء مبان أكثر طواعية في إعادة تشكيلها لاحتواء جميع فئات المجتمع، مشدداً على ضرورة تعديل المنفذ منها لخلق بيئة عمرانية صالحة للجميع.