يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم الأربعاء 22 جمادى الأولى الجاري، الموافق 3 أبريل حفل افتتاح المهرجان الوطني ال28 للتراث والثقافة "الجنادرية" الذي ينظمه الحرس الوطني سنويا ويتخلله سباق الهجن السنوي الكبير ال39 والحفل الخطابي والفني. أعلن ذلك وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الأمير متعب بن عبدالله في كلمة ألقاها نيابة عنه نائب رئيس الحرس الوطني المساعد نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان عبدالمحسن التويجري في مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر رئاسة الحرس الوطني بالرياض سلط فيه الضوء على أبرز نشاطات وبرامج المهرجان بحضور سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة لي تشينج بصفة الصين ضيف شرف المهرجان لهذا العام. واتهم التويجري خلال المؤتمر أشخاصاً – لم يسمهم – بالإساءة للمهرجان في دوراته السابقة، من خلال تركيب صور "مفبركة" والادعاء بحدوث تجاوزات داخل القرية التراثية، مشيراً إلى أن هؤلاء لا يريدون استمرارية المهرجان، فيما أوضح أن الإدارة تعرضت لظلم كثير من قبل عدد من الكتاب والصحفيين، مختتماً حديثه بعبارة "حسبنا الله ونعم الوكيل". ووجه عتاباً شديداً لبعض الكتاب والإعلاميين الذين وصفهم ب"عدم تحري الدقة"، وقال "إن أحدهم صرح بأن ميزانية مهرجان الجنادرية كلفت خزينة الدولة 500 مليون ريال" ومضى يقول "لا أعلم إن كان قال ذلك بحسن نية أو بسوء نية، إلا أن ما قاله مجانب للصواب.. وأؤكد ما قاله الأمير متعب بن عبدالله بأن الميزانية هي 15 مليون مشتملة على كافة الفعاليات". نائب رئيس الحرس الوطني المساعد أعلن خلال المؤتمر الصحفي عودة خيمة الشعراء هذا العام، والتي شهدت انقطاعاً قبل عدة أعوام، فيما أوضح أن النشاط الثقافي يشمل الرجال والنساء، لافتاً إلى أن إدارة المهرجان تدرس إيجاد وسائل نقل لكبار السن داخل القرية التراثية، إلا أنه أكد صعوبة توفير وسائل نقل داخلية لمرتادي القرية. وحول نية التوسع في عقد المهرجان في مناطق أخرى من المملكة، أوضح التويجري أنه لا يوجد توجه من هذا النوع، باستثناء عقد جانب من النشاط الثقافي في عدة مناطق، وقال "إن أي منطقة ترغب في نقل تراثها لمناطق أخرى فلا يوجد من يمنعها"، موضحاً أن لجان المهرجان تجتمع منذ نهاية الدورة السابقة، نافياً أن تكون قد عقدت اجتماعاتها بشكل متأخر. ودفع التويجري اتهاماً بابتعاد المهرجان عن الأدب، مدللاً بأن المهرجان عقد نحو 270 ندوة ودعا نحو 5 آلاف أديب ومفكر من مختلف دول العالم. وحول آلية استضافة الدول في مهرجان التراث والثقافة، أوضح التويجري أن المعيار الأبرز هو أقدمية الطلب والدولة، مفيداً بأن هناك لجنة متخصصة بالمشورة، هي المنوط بها اختيار الدولة. ورفض التويجري إطلاق مصطلح "مخربين" بعد سؤال صحفي عن مجموعات قامت العام المنصرم بتجمعات بداعي الاحتساب قائلاً "ليس لدينا مخربون، ولكن هناك إخوة كرام، لديهم وجهات نظر، ولم يزعجنا أحد، وبدورنا لم نزعج أحداً، ونتعامل مع تلك القضايا إن كانت آراء صائبة بالأخذ بها، وإن كانت خاطئة نعمل على تصحيحها". وحول التجاوزات التي تصدر من قبل بعض الفئات من زوار القرية التراثية، أوضح التويجري أن كافة التجاوزات تخضع للأنظمة، مشيراً إلى أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورجال الأمن يتعاملون مع أي أحداث من هذا النوع، كما لو حدثت في أحد أسواق الرياض، وقال "رجال الهيئة، ورجال الأمن متواجدون، ولن يقبلوا بمثل هذه الأمور أن تحدث". واختار التويجري عدم الرد على ما يثار في الإنترنت من هجوم على المهرجان، قائلاً "لو رددنا عليهم لما عملنا، ولكن لا نقول سوى "حسبنا الله ونعم الوكيل"، لافتاً إلى أن المهرجان تأجل لفترة شهرين، حيث كان من المفترض أن يعقد قبل هذا التاريخ، لافتاً إلى أن ذلك يعود إلى ظروف معينة. إلى ذلك، حسم السفير الصيني في المملكة لي تشينج، موضوع استضافة النجم السينمائي الصيني جاكي شان، قائلاً "إنه لا توجد أي معلومات ملموسة حتى الآن لاستضافته، مؤكداً عدم صحة الأنباء حول مشاركته في مهرجان الجنادرية"، وقال السفير إن جناح الصين سيشهد مشاركة نحو 200 شخص يمثلون الوفد الرسمي، والوفد الأكاديمي. وعبر سفير جمهورية الصين عن سعادة بلاده بالمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية الكبرى معرباً عن أمله أن تظهر المشاركة الصينية بالمهرجان بشكل يرضي تطلعات المتابعين وزوار المهرجان مشيدا بالحضارة الإسلامية وما أسهمت به في المجالات الثقافية والعلمية، وأضاف بقوله "الشعب السعودي يقف اليوم في بناء وامتداد هذه الحضارة الإسلامية العريقة التي خدمت العالم بأسره". وأكد أن مشاركة الصين تأتي تحت شعار "الصين تتألق جمالاً" لتوضح الصورة القديمة والحديثة للصين والتي تربط الحضارة الصينية مع الحضارة الإسلامية حيث يعكس المعرض الصورة الحقيقية التي تؤدي دورا في زيادة التعارف بين الشعبين الشقيقين. يذكر أنه يشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة هذا العام نحو 300 مفكر وأديب من مختلف دول العالم في الفعاليات الثقافية التي جاءت محاورها عن "المملكة والتوازن الدولي (الإسلام .. الطاقة .. السلام)" والقضايا العربية في البرامج الحوارية السياسية الموضوعية والمصداقية والمهنية، وحركات الإسلام السياسي "الثابت والمتحول في الرؤية والخطاب" وحركة التنوير في الوطن العربي.. وإخفاق النهضة، ورأس المال الوطني والادخار والتنمية المستدامة، والفساد المالي والإداري والتنمية المستدامة في الوطن العربي، والصين وآفاق العلاقة مع العالم العربي واللغة العربية وتحديات الهوية. ويكرم المهرجان الوطني للتراث والثقافة هذا العام الدكتورة ثريا عبيد - الشخصية الثقافية السعودية لهذا العام - ويمنحها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى. ويحمل أوبريت هذا العام عنوان "قبلة النور" من كلمات الشاعرة مستورة الأحمدي - رحمها الله - والشاعرة نجلاء المحيا وأداء الفنانين محمد عبده وراشد الماجد، وماجد المهندس وخالد عبدالرحمن وألحان الفنان خالد العليان، حيث يتغنى الأوبريت بحب الوطن والولاء لقادته ويجسد الوحدة الوطنية والتلاحم بين القيادة والشعب. ويحظى المهرجان بمشاركات عالمية وعربية حيث تستضاف جمهورية الصين الشعبية، بالإضافة إلى مشاركات متميزة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، ومعرض للفنون التشكيلية. ويشارك هذا العام نحو 1200 مشارك في أشواط سباق الهجن الكبير في الجنادرية المكون من ستة أشواط.