مكامن الخير في البشر بعيدة عن عوالم الصراعات، وفي منأى عن الزلات، وعن ضحالة النعرات وزيف العنصرية ولغة التفاهات. هنالك خير نابض في قلوب البشر، وحب يتهلل على محياهم، وكل في شأنه يعمل لكي تكون الحياة أجمل وأبهى وأكمل. تفاؤل يعم الأمكنة، وبقايا بشر تلفظها الأزمنة، وبين بين روح ثكلى، وأخرى تهوى أن تعيش في عالم ينبض بالحب والسلام. شتات يعم المكان، ومزيد من الركض والخذلان، وفي الزوايا روح تنبض بالإيمان، وتبتهل إلى الرحمن، الذي يهب لنا الحب على مر الزمان. تباين واضح، وتسارع مقيت، والحقيقة تهوى الوجود، فالفكرة كانت ظنا، والحكمة كانت وهما، والخير ما زال يركض في قلوب البشر. النوايا مؤمنة، والوجوه متهللة، والنفوس تواقة للسلام، والناس تهوى الوئام، والطيور تغني فوق الأغصان، والدنا ترقص بأمان، والخير يتلألأ في خفوق الأنام. وعجوز وجهه وضاء يقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام).