وصل إلى بغداد صباح أمس، وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، وتأتي الزيارة في وقت تشهد فيه البلاد أزمة سياسية حادة، اندلعت منذ انسحاب القوات الأميركية نهاية عام2011 حول تحقيق مبدأ الشراكة في إدارة البلاد، وتنفيذ اتفاق أربيل الذي تم بموجبه تشكيل الحكومة الحالية برئاسة نوري المالكي، التي تواجه تظاهرات اندلعت في كثير من محافظات البلاد، ومقاطعة وزراء القائمة العراقية، والتيار الصدري جلسات مجلس الوزراء، إضافة لما يعانيه العراق من تراجع في الملف الأمني، مما دعا إلى إعلان تأجيل الانتخابات المحلية في محافظتي الأنبار ونينوى. وسيلتقي كيري عددا من المسؤولين في مقدمتهم المالكي، ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، فضلا عن قادة سياسيين آخرين. ولدى اجتماعه بالمالكي حذر وزير الخارجية الأميركي من مغبة سماح بغداد للطائرات الإيرانية التي تحمل الأسلحة إلى سورية بعبور أجوائها لأنه "يمثل مشكلة"، وقال في تصريحات للصحفيين "كل ما يدعم الأسد يمثل مشكلة". وكان عدد من السياسيين والأكاديميين الأميركيين قد انتقدوا حكومة بلادهم، وأعلنوا أنها السبب فيما يواجهه العراق من مشاكل حاليا، وقال الباحث في معهد بروكينجز مايكل أوهانلون: إن المشهد السياسي في العراق الآن هو مشهد مؤسف. وأضاف: "هناك انتشار مروع للفساد المؤسسي، والفرز الطائفي أصبح أسلوب حياة يومية، ولا يمكن القول إن الحكومة العراقية خارج هذا السياق، وأعتقد أنها تتحمل مسؤولية أساسية في وجوده. وكان يمكن أن تأخذ الأمور مسارا مختلفا. ولكنها اتخذت المسار الأسوأ". وبدوره قال المتخصص في الشؤون العراقية إيلي شوجارمان: "العراق يواجه الآن خطرا حقيقيا بالاشتعال مرة أخرى، إذا لم تخمد نيران التوتر المتصاعد، وإذا لم يمنح الجميع صوتا في إدارة شؤون البلاد". وخص شوجارمان وزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفيلد بانتقاد حاد وطالبه بعدم الحديث عن غزو العراق. في سياق منفصل، أبدت بغداد اعتراضها على دعوة نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي لحضور أعمال القمة، وقال مصدر مسؤول ل"الوطن": "حتى الآن لم يصدر من الدوحة ما يؤكد صحة تلك الأنباء، وبالتأكيد نحن نعترض على دعوة شخصية مطلوبة للقضاء".