جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تمسكه بتنفيذ بنود الاتفاق الأمني المبرم بين بغداد وواشنطن والذي حدد سقفاً زمنياً لانسحاب القوات الأميركية من البلاد نهاية العام الجاري. لكنه في الوقت ذاته متمسك بتطبيق الاتفاق الإستراتيجي. وقال القيادي في حزب «الدعوة» النائب خالد الأسدي في تصريح إلى «الحياة» إن» الحكومة ملتزمة تطبيق فقرات الاتفاق الأمني، بخاصة الفقرات المتعلقة بانسحاب القوات الأميركية نهاية العام الجاري ولا مجاملات في ذلك». وأضاف أن «هذا الموقف ثابت وواضح وقد أعلنته الحكومة مرات غير أن بعض القوى التي وقفت بالضد من الاتفاق وعارضته تروج، بين الحين والآخر، لأفكار ومقترحات لا وجود لها على ارض الواقع، ومن بينها احتمال تمديد بقاء القوات الأميركية». ولفت إلى أن «الحكومة تسعى إلى تطبيق فقرات اتفاق الأطر الاستراتيجية غير المحدد بسقف زمني وهذا الاتفاق إذا ما نفذ فعلاً سيغير كثيراً في الواقع الخدمي والمعيشي للفرد العراقي». وكان رئيس الوزراء نوري المالكي دعا في بيان اصدره مكتبه عقب لقائه وفداً من الكونغرس الأميركي برئاسة الرئيسة السابقة لمجلس النواب زعيمة الأقلية البرلمانية فيه حالياً نانسي بيلوسي، تسلمت «الحياة» نسخة منه، دعا فيه إلى ضرورة تفعيل مسارات التعاون بين العراق والولايات المتحدة في مختلف المجالات بعد الانسحاب. وأوضح أن «نجاحنا في مواجهة الإرهاب ودحر أكبر موجة إرهابية في العالم يجب أن يدفعنا إلى تحقيق نجاحات في المجالات الأخرى» ، داعياً إلى «تفعيل التعاون في الجوانب التي حددها اتفاق الإطار الإستراتيجي». ونقل البيان عن وفد الكونغرس رغبته في تمتين العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، مشيداً بقدرة القوات العراقية على فرض الأمن ومواجهة التحديات، ومؤكدا استعداد الكونغرس لتفعيل التعاون مع العراق في جميع المجالات. في سياق متصل، اتهمت النائب عن التيار الصدري مها الدوري رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ب «التنصل من المسؤولية ومصادرة صوت الشعب المطالب بخروج قوات الاحتلال الأميركي من العراق». وأوضحت أن «تصريحات النجيفي الذي قال إن الحكومة وحدها مسؤولة عن إبقاء قوات الاحتلال أو خروجها ، تعد تنصلاً من المسؤولية ومحاولة إلقاء الكرة في ملعب الحكومة، مصادراً بذلك صوت الشعب المطالب بخروج قوات الاحتلال من العراق». وتابعت: «على النجيفي بدلاً من محاولة التنصل والتهرب من المسؤولية، أن لا ينسى أو يتناسى إنه رئيس أعلى سلطة في الدولة وهي البرلمان الذي يمثل الشعب العراقي وإرادته ومطالبه وأهمها خروج قوات الاحتلال «. وشددت الدوري على أن «ليس من حق النجيفي ولا غيره مصادرة حق الشعب أو الالتفاف على المطالبة بخروج الاحتلال التي تمثلت بالتظاهرات المليونية للتيار الصدري في 9 نيسان والاعتصامات التي تشهدها نينوى والأنبار والرفض القاطع لأبناء العراق جميعاً لبقاء الاحتلال «. وطالبت النجيفي ب «موقف وطني واضح وأن يصدر بياناً كرئيس لمجلس النواب يرفض فيه بشكل قاطع بقاء قوات الاحتلال في العراق ثم يلقي بعدها المسؤولية على الحكومة العراقية»