أعلن القيادي في قائمة «نينوى المتآخية» الكردية مهدي هركي ان قائمته ستجري جولة جديدة من المفاوضات مع قائمة «الحدباء الوطنية» العربية في بغداد «قريباً جداً»، مشيراً الى أن الجلسة الأولى التي عقدت قبل شهور لم تتعد حدود إيضاح ثوابت كل جانب وابداء وجهة نظره. وأوضح هركي في تصريح الى «الحياة» أن «الجلسة الاخيرة التي عقدت بين قائمتي «المتآخية» و»الحدباء» برعاية اميركية قبل ايام «تضمنت تقديم ورقة عمل تعبر عن ثوابتنا في حل الوضع السياسي في المحافظة كما اعلنت الحدباء ثوابتها ايضاً من خلال رئيسها اثيل النجيفي الذي حضر الاجتماع». وأضاف هركي «هنالك اجتماع آخر سيعقد قريباً جداً على مستويات اعلى في بغداد، لكننا نؤكد دائماً أن بابنا مفتوح أمام جميع الحلول التي تحقق المصلحة العامة وتنهي التشنجات». واستدرك هركي «لكن من المستحيل أن نقبل تهميشنا ونحن المكون الثاني في الموصل فيما تمرر قائمة الحدباء أجندة بعثية»، لافتاً الى «عدم وجود أي تغيير ملموس في الواقع السياسي». وكانت السفارة الاميركية في العراق رعت اجتماعاً مشتركاً لممثلي القائمتين لتقريب وجهات النظر بينهما وانهاء مقاطعة قائمة «نينوى المتآخية» لمجلس المحافظة الذي تم انتخابه في كانون الثاني (يناير) الماضي اثر استحواذ قائمة «الحدباء الوطنية» على جميع المناصب الادارية الرفيعة في المحافظة وعدم منح قائمة «نينوى المتآخية» أي منصب أساسي. ويؤكد الطرفان في شكل مستمر أنهما يرحبان بجميع اشكال الحوار للخروج من عنق الزجاجة، لكن المحاولات الكثيرة التي بذلت لتقريب وجهات النظر بين الفريقين، كمحاولة رئيس الوزراء نوري المالكي والتيار الصدري ومحاولات السفارة الاميركية، لم تؤد حتى الآن الى أي نتيجة ملموسة. وحصلت «الحدباء» في الانتخابات الماضية على 19 مقعداً، فيما تشغل «نينوى المتآخية» 12، من مجموع 37 مقعداً. من جهة اخرى، أعرب محافظ نينوى أثيل النجيفي عن قناعته بأن الحكومة المحلية التي يترأسها تعمل على «اعادة الموصل لأهلها» رافضاً الاتهامات التي وجهت لقائمته بالتقاعس في توفير الخدمات لعموم المواطنين. ونقلت وسائل اعلام محلية عن النجيفي دعوته الى «تجديد الفكر السياسي والابتعاد عن المشاريع الطائفية والعرقية الضيقة وطرح المشروع العراقي استناداً الى الانتماء الى العراق العربي». وأشار النجيفي الى ان الحكومة المحلية في الموصل «تواجه تحديات كبيرة الا انها استطاعت ان تحقق خطوات مهمة أبرزها إعادة الموصل الى أهلها وملاحقة شبكات الفساد وتفكيك عدد منها والتحقيق مع عدد من المسؤولين، فضلاً عن نجاحنا في اعادة موازنة الاموال المتأخرة من الموازنات السابقة التي عجزت الحكومة المحلية السابقة عن استثماره». وفي سياق متصل قال النائب في البرلمان العراقي وشقيق محافظ الموصل، اسامة النجيفي، في كلمة القاها خلال افتتاح مؤتمر «تجمع العراقيين الوطني» والذي من المقرر أن يشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في 16 كانون الثاني (يناير) المقبل، أنه «بعد ان حققت الحدباء نصرها وأعادت الموصل الى أهلها، أثبتت حكمتها وهدوءها في التعامل مع الاحداث وأنها أرست ركائزها في مدينة الموصل ومحافظة نينوى وقد آن الأوان لانطلاقها الى بقية العراق ولاستكمال مسيرتها لاننا نعلم يقيناً ان الموصل لن تكون عزيزة إلا بعراق موحد قوي، وان المؤامرات التي حيكت على محافظة نينوى ليست سوى جزء من مؤامرات اكبر حيكت للعراق بأكمله». وزاد النجيفي أن العراق «ينتظر من شعبه برلماناً جديداً قادراً على تغيير النخبة السياسية الحاكمة وتجاوز العملية السياسية الخاطئة التي وجد العراقيون أنفسهم يدورون في رحاها بتدبير الاحتلال والاحزاب السياسية التي اتفقت قبل الاحتلال الذي أساء الى علاقة العراقيين ببعضهم، ووجد العراقيون أنفسهم في دوامة الصراع الطائفي والحرب الاهلية ومخاطر التقسيم في ظلاله».