لا تمثل الفوضى وحدها أبرز ملامح سوق الحراج الشعبي بحفر الباطن بمحلاته ال153 وبساحته الضخمة المعدة للبسطات والبيع والشراء، بل إن الزائر للسوق سيتوقف كثيرا أمام "كوكتيل" المعروضات به، ورغم أن نشاطه الأساسي هو بيع وشراء الأثاث المستعمل والخردة، إلا أن أسواقا أخرى بدأت تظهر داخل الحراج مثل سوق الطيور وسوق الملابس المستعملة وأسواق الخضار والفواكه وصولا للكتب والأجهزة الإلكترونية الحديثة. وعن أوضاع سوق الحراج الحالية، قال شيخه هادي العقيل ل"الوطن"، إن سوق الحراج ينقصه الكثير ليصبح مماثلا لأسواق الحراج المنتشرة في مدن المملكة، مضيفا أن أهم ما ينقصه مسجد مناسب ومجهز بدلا من المسجد الحالي، إضافة لوضع مظلات داخل ساحة الحراج ليتمكن البائعون والمتسوقون من ممارسة نشاطهم بحماية من الشمس الحارة والأمطار والغبار، حيث تتلف عوامل المناخ ما يعرض خصوصا إذا علمنا أن الكثير من المواد الغذائية تعرض في السوق، مشيرا إلى أن النظافة تكاد تكون معدومة في السوق والمخلفات تتراكم يوميا خصوصا بعد يوم الجمعة. ويقول أحد أصحاب المحلات النشمي العنزي، لقد بدأت الجنسيات الآسيوية في غزو محلات السوق بشكل كثيف وأصبحت هذه العمالة تغري أصحاب المحلات من السعوديين بدفع إيجارات مرتفعة وصلت لأكثر من 5000 ريال، حتى استولت على أكثر من 90% من محلات السوق، وفي الوقت الحالي يوجد أقل من 20 مواطنا فقط يديرون محلاتهم وبقية محلات السوق تدار من قبل العمالة، مطالبا بتشكيل لجنة حكومية لدراسة وضع السوق وتكثيف الرقابة ومنع سيطرة الجنسيات الآسيوية على نشاط بيع الأثاث المستعمل. ويوضح المواطن محمد المطيري، أن وجود سوق الطيور والخضار أمر مستغرب في سوق الحراج لكون هذه الأنشطة لها الكثير من المخلفات التي تنبعث منها الروائح الكريهة وسط انعدام النظافة في السوق، فقد كان في الماضي مستوى النظافة مرضيا ولكنه الآن سيئ للغاية، ونرى المخلفات في كل أرجائه وهذا فيه ضرر صحي واقتصادي على أصحاب الأنشطة ومن يرتاد السوق. ويقول دحام حمود: تعمل زوجتي في بسطات بيع الملابس المستعملة داخل مظلة ضخمة تم تقسيمها لمربعات صغيرة لتمارس كل سيدة البيع والشراء، ويفتقر الموقع للسلامة والنظافة ويعتبر غير مشجع للعمل، مشيرا إلى أن السوق يفتقد لتنظيم الحركة المرورية فلم نشاهد أي تنظيم للحركة من قبل الجهات المعنية إضافة لتمدد السوق للطرق المحيط به من خلال البسطات الخارجية التي تتم فيها صفقات بيع وشراء بعيدا عن أعين الرقابة الأمنية المتوفرة في السوق، مضيفا أن المحلات لا تخضع لرقابة الدفاع المدني، إذ تنعدم فيها وسائل السلامة وإطفاء الحريق ومع ذلك يوجد داخل ساحة الحراج الكثير من محلات الأطعمة المتنقلة التي توجد بها أسطوانات غاز لطهو الأطعمة، وقد تكون أي شرارة حريق كارثة على السوق، وقد بدأت شحنات نقل الأسمنت بمحاصرة الطريق الرئيسي المؤدي للسوق مسببة الكثير من الحوادث. "الوطن" نقلت أوضاع سوق الحراج لرئيس بلدية حفر الباطن محمد بن حمود الشايع عبر قسم العلاقات العامة والإعلام قبل أكثر من 10 أيام، ووعدوا بالرد عليها وتمت المتابعة مع القسم عبر الجوال والرسائل النصية ولم يصل الرد حتى إعداد هذا التقرير.