تبادلت الحكومة السورية والمعارضة الاتهامات بشن هجوم باستخدام سلاح كيماوي قرب حلب أمس أسفر عن مقتل 26 شخصا وإصابة أكثر من 110 آخرين أغلبهم يعاني من ضيق في التنفس، ما دعا لتصاعد ردود الفعل الدولية تجاه استخدام هذا السلاح في الصراع بين الطرفين. وأفاد شاهد عيان أن ضحايا الهجوم يعانون من مشاكل في التنفس، ويشمون رائحة غاز الكلور في الهواء. وقال "رأيت في الأغلب نساء وأطفالا. قالوا إن الناس يختنقون في الشوارع والهواء مشبع برائحة الكلور". واتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أمس مقاتلي المعارضة بإطلاق صاروخ يحمل رأسا كيماويا على منطقة خان العسل بريف حلب، زاعما أن دمشق لن تستخدم الأسلحة الكيماوية في الصراع أبدا. لكن المنسق السياسي لقيادة الجيش السوري الحر، لؤي المقداد أكد أن قوات الرئيس بشار الأسد هي التي نفذت الهجوم بصاروخ طويل المدى مزود برأس حربي كيماوي، كما قصفت أيضا المنطقة بأسلحة تقليدية من الجو وبنيران مدفعية. وتابع "لا نملك صاروخا بعيد المدى ولا سلاحا كيميائيا. لو كان لدينا منها لما استخدمناها في استهداف الثوار"، معتبرا أن "الهجوم تجاوز كل الخطوط الحمر للأسرة الدولية". وفيما رفضت الحكومة التركية رسميا الاتهام السوري، هددت بريطانيا بأن استخدام هذه الأسلحة يستدعي "ردا جادا" من المجتمع الدولي. وقالت متحدثة باسم الخارجية البريطانية "المملكة المتحدة واضحة في أن استخدام الأسلحة الكيماوية أو نشرها سيستدعي ردا جادا من المجتمع الدولي وسيضطرنا لإعادة النظر في موقفنا حتى الآن". في غضون ذلك سارعت الخارجية الروسية بتحميل الثوار مسؤولية الهجوم، إلا أن رئيس منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية أحمد أوزموجو أعلن أمس أنه ليست هناك معلومات من جهة مستقلة عن أي استخدام للأسلحة الكمياوية بسورية، كما تزعم الحكومة والمقاتلون. وأضاف في ندوة بفيينا "لا أظن أننا نعلم أكثر مما تعرفونه في الوقت الحالي. بالطبع سمعنا هذه التقارير ونتابع الوضع عن كثب". وجاءت هذه الأحداث غداة استهداف الطيران السوري لأهداف داخل الحدود اللبنانية، حيث اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس "القصف السوري انتهاكا مرفوضا للسيادة اللبنانية"، وكلف وزير الخارجية عدنان منصور ب "توجيه رسالة احتجاج إلى الجانب السوري لعدم تكرار مثل هذه العمليات". ودان عملية القصف العديد من العواصمالغربية في مقدمتها واشنطن وباريس. من جهة أخرى، اتهم مسؤول أميركي بغداد بغض النظر عن قيام إيران بإرسال تجهيزات عسكرية إلى سورية عبر المجال الجوي العراقي لدعم نظام الأسد. ودعا المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، العراق إلى تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سورية، مشيرا إلى أن واشنطن "قدمت شكوى إلى كل أطراف الحكومة العراقية" حول النقص في إجراءات التفتيش.