يعكف الشاب سامي الشهري منذ سبعة أشهر على قراءة إعلانات الوظائف في الصحف المحلية، ومواقع التوظيف الإلكترونية، من أجل إيجاد عمل له في إحدى الشركات السعودية، ولكنه لم يحظ بأي فرصة عمل حتى الآن؛ رغم أنه يحمل مؤهلا جامعيا في مجال البرمجيات من إحدى جامعات المنطقة الوسطى. يقول سامي ل"الوطن" : "تعبت من كثرة البحث، والمقابلات الشخصية، ولا أعرف أين يكمن الخلل، إذ أعتقد أن مؤهلي جيد، وما زلت شابا، ولكن أصدقائي يخبرونني دائما أنني أبالغ في طريقة تقديم نفسي أمام مديري التوظيف، ولا أعرف إن كان ذلك عيبا، فأنا أحب تقديم نفسي بطريقة تثير إعجاب مسؤولي التوظيف، ولو اضطررت للجوء إلى المبالغة فيما يخص الخبرات التي أملكها". ويعترف بأنه يبالغ في سيرته الذاتية؛ على اعتبار أن الشركات تفضل أصحاب الخبرة، إلا أنه يستغرب من أن الجهات التي يتقدم لها لا تعاود الاتصال به لتوقيع عقد العمل؛ ليستأنف بعد ذلك رحلة البحث عن الوظيفة من جديد. ويقول خبير التوظيف، سهيل المصري إن "سوق التوظيف في المملكة، وهو الأكبر خليجيا، أصبح أكثر نضوجا من أي وقت مضى، فالشركات أصبحت أكثر دقة في اختيار المهارات المناسبة للوظائف الشاغرة، كما أصبحت أقسام الموارد البشرية والتوظيف أكثر تشددا فيما يتعلق بالتحري عن السيرة الذاتية للمتقدمين، فلم يعد اتخاذ قرار التوظيف عشوائيا". وأضاف أن "دراسة أجريت أوائل العام الماضي حول مقابلات أسواق العمل في المنطقة أوضحت أن 17.5% من الشركات ترى أن المبالغة في الإجابات التي يقدمها الشاب تعتبر أسوأ صفة تظهر خلال المقابلة؛ وأن 13.8% منها يرى أن الأسوأ الوصول المتأخر إلى مكان المقابلة، وطرح أسئلة أو تعليقات غير ملائمة، والتصرف غير اللائق أثناء المقابلة". مشكلة أخرى يعاني منها المتقدمون للوظائف، وهي التحضير الضعيف لمقابلة العمل، ويشرح الشاب أحمد الخالد، خريج قسم اللغة الإنجليزية من إحدى الجامعات المحلية، مشكلته في أنه لا يحضر جيدا لما سيقوله أثناء المقابلة، فيغلب عليه التلعثم، وعدم القدرة على عرض مزاياه أمام مديري التوظيف في الشركات التي يتقدم إليها، الأمر الذي يمنحه تقييما ضعيفا، ووظيفة براتب أقل، أو اعتذارا من الشركات عن توظيفه. ويعلق المصري على تلك الإشكالية بقوله: "بالفعل، تعتبر الشركات أن الاستعداد الضعيف للمقابلة من أكثر الأخطاء التي يرتكبها الباحثون عن عمل، فقد أظهر استبيان سابق أن 20% من أصحاب العمل قالوا إن عدم الاستعداد الجيد أكثر الأخطاء، التي يرتكبها الباحثون عن عمل، وقد تحول دون حصولهم على الوظيفة". أما بالنسبة لكيفية التصرف المثالي خلال المقابلة، فيوضح المصري:"إن "أي تصرف غير مهني سينعكس سلباً على المتقدم، وغالباً ما يؤدي إلى استبعاده. وهنا ننصح الباحث عن عمل بالقيام ببحث شامل ومفصل عن الشركة قبل الدخول إلى المقابلة، واعتماد الحقائق ونقاط القوة لديها لدعم إجاباته خلال المقابلة، كما ننصحه بأن تكون إجاباته مختصرة وفي صلب الموضوع". مستشار التوظيف رائد الهنأ لم يبتعد كثيراً عن مسار تعليقات المصري، إذ يقول ل "الوطن" إن السيرة الذاتية قد توصل صاحبها إلى مرحلة المقابلة في كثير من الشركات المحلية، ولكن طريقة عرض المهارات والسلوك الجيد أثناء المقابلة هي التي ستقنع صاحب العمل باتخاذ قرار التوظيف من عدمه".