في الوقت الذي افتتح فيه أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر أمس، مشروع امتداد طريقي أبي بكر الصديق والعروبة عبر قاعدة الرياض الجوية، ومشروع نفق تقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع طريق العروبة، وضع حجر الأساس لمشروع نفق صلاح الدين الأيوبي في تقاطعه مع طريق مكة، وذلك بحضوره نائبه الأمير تركي بن عبدالله. وقال الأمير خالد "إن هذه المشاريع ستعكس سهولة المرور، وستقطع ولو جزءا من التكدس المروري الذي تشهده المدينة، ونأمل أن يوفقنا الله في إنجاز المشاريع التي تسهل على كافة قاطني المدينة تنقلاتهم". وحول الاختناقات المرورية التي تشهدها العاصمة، قال "عند توفر وسائل النقل بإنهاء مشروع النقل العام ستحل جميع الاختناقات المرورية"، مشيراً إلى أن الاختناقات حالياً موضوع نقاش إدارة مرور الرياض. وعن مشروع قطار مدينة الرياض، قال "إن هذا المشروع قائم على قدمٍ وساق وفي طريقة لإنهاء إجراءاته، وستسمعون قريباً خيراً جيداً عنه". من جانبه، أوضح عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة المهندس إبراهيم السلطان أن المشروع سيحدث أثراً إيجابياً كبيراً على حركة السير في الطرق الرئيسية الأخرى الموازية في المدينة، وبالأخص في كل من طريق مكةالمكرمة وطريق الملك فهد، والطريق الدائري الشرقي وطريق الملك عبدالعزيز. أنفاق وجسور اشتمل المشروع على تنفيذ ثلاثة أنفاق تحت المدارج، بطول إجمالي قدره حوالي كيلومترين، وبعرض 35 مترا لكل نفق، يقع اثنان منها على طريق العروبة والثالث على طريق أبي بكر الصديق، إضافة إلى نفق بطول 60 متراً وجسر بطول 210 أمتار عند مداخل مقر قيادة الدفاع الجوي، وجسر بطول 41 متراً على تقاطع طريق العروبة مع طريق أبي بكر الصديق، إلى جانب نفق داخلي في محيط القاعدة الجوية. ويتكون الطريق الرئيسي من ثلاثة مسارات، ومسار للطوارئ في كل اتجاه، وجزيرة وسطية عرضها 3.5 أمتار. تصماميم جمالية وقد تم في تصميم المشروع مراعاة تحقيق الجوانب الجمالية، التي شملت إضفاء تكوينات معمارية، أضفت على الطريق بيئة بصرية تحفل بعناصر متنوعة من التنسيق الطبيعي والفني، تضمنت تشكيلات من المسطحات الخضراء والتكوينات الجمالية، مع المحافظة على شكل البناء الصخري للمنطقة، لدعم الجانب الجمالي في الطريق. أقيمت ضمن المشروع أسوار على جانبي الطريق بطول 11 كيلومترا، وبارتفاع ثلاثة أمتار، وفي بعض أجزاء المشروع أقيم حائط بطول 8 كيلومترات، وبارتفاع خمسة أمتار حول امتدادات الطرق داخل محيط القاعدة الجوية، وتم تزيين هذه الأسوار برسومات وأشكال جمالية ووظيفية تحدد الاتجاهات. واحتضن المشروع نحو 1000 نخلة غرست في محيط الطرق وبين عناصرها المختلفة، كما تم غرس أكثر من 3000 شجرة وشجيرة في أرجاء المشروع، وبسط نحو 45 ألف متر مربع بالعشب الطبيعي، و200 ألف متر مربع بالعشب الصناعي. أنظمة إنارة وسلامة جرت إنارة الأنفاق في الطريقين وفق معايير فنية وجمالية مبتكرة، حيث تم تجهيز الأنفاق بحوالي 7000 وحدة إضاءة، تتكون من وحدات إضاءة اعتيادية، ووحدات إضاءة احتياطية للحالات الطارئة في الأنفاق، وقد تم تقسيم الإضاءة إلى إضاءة ليلية وأخرى نهارية. كما تم تجهيز الأنفاق بمحددات ضوئية LED ذات لونين (أحمر وأبيض) في اتجاهين متعاكسين لتحديد جانبي الطريق داخل الأنفاق، وتحديد المسار اللاّزم اتباعه للمشاة في الحالات الطارئة. أما إنارة مسارات الطريقين فتتم عبر 330 عموداً، وبارتفاع قدره 16 متراً. كما جرت إنارة الميدان بواسطة 122 عمود إنارة، بارتفاع 12 متراً. وتوفّر الأنفاق الممتدة أسفل مدارج الطائرات "وهي مغطاة بالكامل" انسيابية عالية للحركة العابرة على المحورين الرئيسيين في المدينة، ولضمان أداء الأنفاق لهذه المهام بكفاءة عالية تم تزويدها بالعديد من أنظمة الأمن والسلامة، من ضمنها أنظمة "مستشعرات شدة الإضاءة" داخل الأنفاق، و"حسّاسات العد المروري للسيارات"، واللوحات المرورية المتغيرة قبل الدخول للنفق، إضافة إلى مراوح التهوية، و58 مركزاً للاتصال في حالات الطوارئ، وكاميرات المراقبة على طول الأنفاق، وأجراس إنذار، وأبواب الهروب بين مسارات النفق مزودة بإضاءة LED، إلى جانب نشر 132 لاقطاً ومكبراً للصوت، تجهيزات التهوية كما جُهزت الأنفاق ب 113 مروحة للتهوية، تقوم بدفع الهواء إلى الخارج مع اتجاه الحركة المرورية في كل جانب، وذلك بهدف تسريع عملية التهوية، ويمكن عكس اتجاه تدفق الهواء في حالة الحريق بشكل يساعد على زيادة فاعلية عملية الإطفاء. وتعمل مراوح التهوية آليا، ويتم التحكم في سرعتها واتجاه دفعها من خلال "حسّاسات" لقياس نسبة الكربون والنيتروجين، وكذلك "مستشعرات الحرارة" عن طريق نظام يعمل على تشغيل ومراقبة الأنظمة عن بُعد من خلال غرف التحكم المركزية. وتعتبر الحرائق من المخاطر الرئيسية التي يمكن أن تقع في الأنفاق بشكل عام، وذلك بسبب تزايد سرعة اشتعال النيران فيها بفعل الأثر الديناميكي على الغازات المشتعلة، لذا فقد تم تجهيز الأنفاق بأنظمة الإطفاء ومكافحة الحريق من خلال تهيئة أربعة عناصر رئيسية تعمل بالتكامل فيما بينها، وهي نظم الإنذار المبكر، ونقاط الإطفاء الثابتة والمتحركة. كما تم تزويد الأنفاق ب 18 مضخة أساسية لتصريف مياه السيول، وخمس مضخات احتياطية، إضافة إلى شبكة للري داخل محطة معالجة المياه مزودة بسبع مضخات كبيرة لري المناطق الخضراء في المشروع، ويتم التحكم فيها عبر موجات لاسلكية، وتقدر طاقتها الإنتاجية ب 2800 متر مكعب يومياً، فيما تصل سعة الخزان إلى 6000 متر مكعب. كما زوّد المشروع بقناة لتصريف السيول بطول 10.6 كيلومترات، ابتداءً من قناة التحويل الشمالية الواقعة في بداية شارع الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وتتجه شمالاً بمحاذاة طريق أبي بكر الصديق عبر قاعدة الرياض الجوية، حتى تصل إلى طريق الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد. افتتاح تقاطع طريق العروبة مع طريق الملك عبدالعزيز وقد تفضل سمو رئيس الهيئة بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لمشروع نفق تقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع طريق العروبة، الذي أطلقت الحركة المرورية فيه أخيراً، واشتمل على جسور للالتفاف على طريق الملك عبدالعزيز. نفق تقاطع طريقي مكةالمكرمة وصلاح الدين الأيوبي وتفضل أمير الرياض بوضع حجر الأساس لمشروع نفق طريق صلاح الدين الأيوبي في تقاطعه مع طريق مكة الذي يبلغ طوله 800 متر، فيما يبلغ طول المشروع 1700 متر. وسيتكون النفق من ثلاثة مسارات للطريق الرئيسي، يبلغ عرضها 3.6 أمتار، إضافة إلى كتف بعرض 2.5 متر في النفق، مع زيادة المسارات عند مداخل ومخارج النفق، وطريق للخدمة مكون من ثلاثة مسارات، تصبح أربعة عند التقائه بطريق مكةالمكرمة، فيما يتم ربط النفق بنظام الإدارة المرورية على امتداد طريق أبي بكر الصديق عبر قاعدة الرياض الجوية. الإدارة المرورية احتضن المشروع مجموعة متكاملة من نظم الإدارة المرورية المتقدمة بهدف تحقيق الاستفادة القصوى من الطاقة الاستيعابية للطرق ورفع مستوى السلامة المرورية فيها، حيث جرى تجهيز الطرق الرئيسية ب 22 لوحة إرشادية متغيرة الرسائل، و161 لوحة تنظيمية متغيرة الرسائل، و120 لوحة متغيرة للتحكم بالمسارات داخل الأنفاق الثلاثة، ونظام آلي لمراقبة وعدّ الحركة المرورية عند التقاطعات وعلى امتداد الطرق بواسطة 260 كاميرا ثابتة، و34 كاميرا محورية.