يعم الحداد الوطني فنزويلا لمدة 7 أيام إثر وفاة الرئيس هوغو تشافيز الثلاثاء بعد صراع مع مرض السرطان على أن تنظم جنازة وطنية الجمعة لأبرز زعيم لليسار في أميركا اللاتينية. وقال وزير الخارجية الفنزويلي إلياس خاوا إن جثمان الرئيس تشافيز سيسجى اعتبارا من الأربعاء في قاعة الأكاديمية العسكرية في كراكاس قبل تشييعه في مراسم وطنية الجمعة معلنا الحداد الوطني لسبعة أيام. وأضاف "عند الساعة العاشرة من صباح الجمعة سوف ننظم المراسم الرسمية" في الأكاديمية العسكرية شاكرا جميع رؤساء الدول الذين أعربوا عن نيتهم المشاركة في التشييع. وأوضح أن السلطات تعمل على الإجراءات التنظيمية لكي يتمكن "العدد الأكبر من الفنزويليين من إلقاء نظرة الوداع على والدهم ومحررهم وحاميهم". ونقل جثمان تشافيز صباح اليوم الأربعاء إلى الأكاديمية العسكرية "مهد الثورة البوليفارية"، حسب خاوا الذي لم يكشف وجهة سير الموكب. كما أعلنت الحكومة أيضا واعتبارا من الثلاثاء "الحداد الرسمي لمدة 7 أيام" وتعليق جميع النشاطات العامة والخاصة من الأربعاء إلى الجمعة. من جهته قال نائب الرئيس نيكولاس مادورو الذي أعلن رحيل الرئيس الفنزويلي بتأثر شديد الثلاثاء إن الحكومة نشرت القوات المسلحة والشرطة "لكي تواكب وتحمي شعبنا وتضمن السلام". وقال: "تلقينا أكثر نبأ محزن يمكن أن نعلنه لشعبنا. عند الساعة 16,25 (20,55 ت غ) من اليوم الخامس من مارس توفي قائدنا الرئيس هوغو تشافيز فرياس بعد صراع مع مرض منذ حوالى السنتين". وفنزويلا التي لا تزال مقسومة بعد انتخابات تشرين أكتوبر يمكن أن تتجه إلى انتخابات جديدة في خلال 30 يوما كما قال وزير بارز. وقال وزير الخارجية إن تشافيز اختار مادورو لكي يتولى الرئاسة بالوكالة في الفترة الانتقالية وأن انتخابات رئاسية ستنظم في خلال 30 يوما بموجب التعليمات التي أصدرها تشافيز قبل رحيله. لكن هناك تفسيرات متضاربة للدستور بين الحكومة وغالبية المعارضة التي تطالب بأن يتولى رئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابيو الفترة الانتقالية وليس نائب الرئيس. وتدفق المئات من مناصري تشافيز إلى أمام المستشفى العسكري حيث توفي الرئيس وهم يبكون ويرددون "نحن كلنا تشافيز" و "ليحيا تشافيز" فيما كان الجنود يحرسون المدخل الأمامي. وقال كارلوس بيريز وهو يحمل صورة لتشافيز شابا يرتدي بزته العسكرية "كان أبا لنا ومحررنا. لم يكن أحد ليتوقع مثل هذه الضربة القوية من القدر". وأضاف "يجب أن نواصل بناء الثورة مع مادورو الذي سيكون الرئيس المقبل". وفيما عبرت أميركا اللاتينية ودول أخرى عن حزنها الشديد على رحيل تشافيز وأشادت به، أعربت جهات أخرى عن الأمل في حصول انفتاح سياسي أكبر في البلاد. وكوبا، أقرب حلفاء فنزويلا، أعلنت الحداد على زعيم ساهم في إنقاذ اقتصاد الجزيرة مع إمدادها بالوقود بأسعار مخفضة معتبرة إياه "ابنا حقيقيا" للقائد الثوري فيدل كاسترو. في المقابل قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الولاياتالمتحدة تدعم الفنزويليين بعد وفاة تشافيز، وأعرب عن الأمل في إقامة "علاقات بناءة" مع الحكومة الفنزويلية الجديدة في "فصل جديد" من تاريخها. وتوفي هوغو تشافيز الذي فاز في كل الانتخابات التي شارك فيها منذ وصوله إلى السلطة في 1999، بعد أشهر على إعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة مدتها ست سنوات في السابع من أكتوبر 2012. وفي 10 يناير لم يتمكن من حضور حفل أداء اليمين الذي أرجأته الحكومة إلى أجل غير مسمى في قرار وافقت عليه محكمة العدل العليا لكن احتجت عليه المعارضة. وخضع تشافيز منذ يونيو لأربع عمليات جراحية في كوبا في إطار علاج للسرطان قبل أن يتابع علاجا طبيا قاسيا. وكان تشافيز الذي ولد في 1954 من والدين معلمين وقامت جدته بتربتيه، يتمتع بحضور كبير وكان معروفا بنشاطه وايمانه الكبير ككاثوليكي واعجابه الشديد ببطل التحرير سيمون بوليفار، وكانت لديه شعبية كبيرة على الرغم من العداء الواضح لمعارضيه الذين وصفوا "بالخونة" منذ محاولة انقلاب عليه في 2002.