رفض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عرضاً للصلح مع مقاتلي تنظيم القاعدة قدمته مجموعة من العلماء وشيوخ القبائل، مشدِّداً على شرط تخلي التنظيم عن سلاحه مسبقاً. وقال مصدر مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه "الرئيس يصر على أن يتخلى المتشددون عن أسلحتهم ويعلنوا توبتهم وتخليهم عن الفكر المتطرف". وكان المسؤول يعلِّق على إعلان تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب في بيان نشر عبر الإنترنت أول من أمس عن فشل وساطة قادها 8 علماء وشيوخ قبائل من أجل "الصلح مع الدولة". كما أعلن الوسطاء في بيان مماثل مساعيهم، وحمَّلوا هادي مسؤولية الفشل، مؤكدين أن زعيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي وافق ووقَّع على اتفاق الصلح بعد موافقة السلطات على هدنة لمدة شهرين لمناقشة الاتفاق بين الطرفين. وذكر بيان العلماء والشيوخ أن المفاوضات تمت مع رئيس جهاز الأمن السياسي غالب مطهر القمش، ولم يتم التوقيع على الاتفاق من قبل مفوض من الرئيس. وفي إطار المساعي الرامية لعقد مؤتمر الحوار الوطني تعقد قيادات جنوبية بارزة لقاءات لها في دولة الإمارات العربية المتحدة لبحث المشاركة في المؤتمر المقرر انطلاقه في الثامن عشر من مارس الجاري. وتوقعت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء أن يلتقي مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر بقيادات وشخصيات جنوبية ذات وزن ثقيل، من أبرزها الرئيس علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس وعبدالله الأصنج، فيما لم تتأكد مشاركة نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض. وكانت صنعاء قد كثفت في الأسابيع القليلة الماضية من تحركاتها ومشاوراتها مع قادة جنوبيين لحضهم على المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني. واستطاع هادي في الفترة التي بقي فيها بعدن الأسبوع الماضي من استمالة قياديين في الحراك الجنوبي وإقناعهم بالمشاركة وطرح أي قضايا يرون أنها تخدم قضيتهم، محذراً من أن المقاطعين سيعاملون كمعرقلين للتسوية السياسية وسيتعرضون لعقوبات دولية. إلى ذلك يعقد في العاصمة البريطانية بعد غد الاجتماع الوزاري الخامس لمجموعة "أصدقاء اليمن"، حيث يرأس الوفد الحكومي وزير الخارجية أبو بكر القربي الذي أكد أن الاجتماع الذي ينعقد بمشاركة مجموعة من الدول والمنظمات الدولية سيناقش 3 محاور رئيسة متعلقة بالأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية.