وجهت السلطات اليمنية امس ضربة قاسية الى تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في إطار حربها المفتوحة على التنظيم الإرهابي، عندما نجحت غارة شنها الطيران الحربي اليمني في قتل ستة من قيادييه أبرزهم قاسم الريمي، القائد الميداني وأحد أبرز مساعدي زعيم «القاعدة» في اليمن ناصر الوحيشي. وجاءت الغارة التي نفذت على أطراف محافظتي صعدة والجوف (شمال غرب اليمن)، بعد يوم واحد على بيان علماء دين يمنيين حرموا قتل أي شخص إلا بحكم شرعي، وقبل نحو أسبوعين على انعقاد مؤتمر لندن الدولي لدعم جهود صنعاء في مكافحة «الإرهاب»، والذي تأمل الحكومة اليمنية أن يشكل دعماً أمنياً واقتصادياً لجهودها. وأكد مصدر أمني يمني مسؤول ان الغارة جرت في تمام الساعة الثانية والنصف بعد الظهر بالتوقيت المحلي، واستهدفت سيارتين كانتا تقلان ثمانية من قيادات «القاعدة» في منطقة الأجاشر ما بين طيبة الاسم والبقع، والتي تقع بين محافظتي صعدة، والجوف. وأضاف انه كان بين القتلى الإرهابي قاسم الريمي، وعمار عبادة الوائلي، وصالح التيس، وعايض جابر الشبواني وعبدالله هادي التيس و «أبو أيمن المصري» الذي يكنى ب «صالح الجوفي»، وهو مصري الجنسية ويعتبر المنظر الأيديولوجي للتنظيم، في حين تمكن الاثنان الباقيان (اللذان لم يسمهما) من الفرار وتجري ملاحقتهما. وكان الريمي أحد أبرز سجناء «القاعدة» الذين فروا من سجن الأمن السياسي (الاستخبارات) في فبراير (شباط) 2006، بينما كان يمضي عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات حكم بها عليه لإدانته بالمشاركة في تفجيرات حي القادسية في صنعاء في آب (أغسطس) 2002 والتي استهدفت سفارات أجنبية. وهو نجا من غارة مماثلة أواخر شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي في منطقة أرحب شمال العاصمة صنعاء. وسرت شكوك في الأوساط اليمنية أمس بأن الولاياتالمتحدة الأميركية لعبت دوراً بارزاً في العملية التي تشبه الى حد بعيد تلك التي قتل فيها الزعيم السابق للتنظيم «ابو علي الحارثي» في 2002 في صحراء مأرب بصاروخ أطلقته طائرة أميركية بدون طيار. أما عمار الوائلي، وصالح التيس، فقالت مصادر يمنية أواخر الشهر الماضي أنهما يتوليان ضمن مجموعة من عناصر «القاعدة» بيع أسلحة الى المتمردين «الحوثيين» بعد تهريبها من ميناء في إحدى المحافظات الساحلية ويتجهون بها عبر الصحراء حتى صعدة، وانهم يستخدمون عائدات السلاح في تمويل عمليات التنظيم. وبالنسبة الى عائض جابر الشبواني، فإن مصادر أمنية كانت أعلنت مقتله في اشتباكات وقعت بين جنود وعناصر من «القاعدة» في منطقة آل شبوان بمحافظة مأرب (شرق البلاد) أواخر تموز (يوليو) الماضي، غير أن التنظيم نفى ذلك في حينه. من ناحية ثانية، تجددت المواجهات بين «الحوثيين» ورجال القبائل في محافظة الجوف المجاورة لصعدة وأسفرت عن مقتل 15 حوثياً على الأقل وجرح آخرين في اشتباكات مع قبائل الشولان وآل صقرة. وقالت مصادر محلية في الجوف ان «الحوثيين» فجروا منزلاً لأحد مشايخ قبائل آل صقرة رداً على مقتل 10 حوثيين الاثنين الماضي في المنطقة نفسها على يد رجال القبائل، غير أن القبليين حاصروا المهاجمين في ساعة متقدمة من ليل الخميس - الجمعة وقتلوا أكثر من 15 منهم وجرحوا آخرين. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية ان وحدات من الجيش سيطرت أمس على التلة الرئيسة لجبل الدخان في محور الملاحيظ بعد دحر «الحوثيين» منها، وطهرت الجيوب والمواقع المحيطة بها.