قتل عشرات الجنود والمسلحين في معارك عنيفة في ضواحي مدينة الرقة شمال سورية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس أن "مواجهات عنيفة تدور بين عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية في ضواحي الرقة ويسمع دوي انفجارات في المدينة بينما ترتفع أعمدة الدخان". وأضاف أن "الجيش يقصف العديد من الأحياء في المدينة إضافة إلى ضواحيها والمعارك أسفرت عن مقتل عشرات الجنود والمقاتلين المعارضين"، من دون أن يتمكن حتى الآن من تحديد حصيلة. وأفاد المرصد وناشطون في المكان أن مروحيات الجيش النظامي تدخلت لقصف مواقع المعارضين. والرقة مدينة استراتيجية على نهر الفرات قرب الحدود التركية. ولجأ إليها العديد من النازحين من سائر أنحاء سورية منذ بدء النزاع قبل نحو عامين. إلى ذلك، أفاد المرصد أن دبابات قصفت مواقع للمعارضين في محافظة حماة فيما تدور مواجهات على الطريق التي تربط بين قريتي كفرنبودة وقلعة المضيق في شمال غرب حماة. وفي ريف دمشق، اندلعت مواجهات في داريا التي تشكل معقلا للمقاتلين المعارضين ويحاول الجيش استعادة السيطرة عليها منذ أشهر. وقصف الجيش أيضا معضمية الشام المجاورة ودوما ويبرود. وفي لبنان اخترق ناشطون سوريون يمثلون "الجناح الإلكتروني" لجبهة النصرة موقع وزارة الداخلية اللبنانية وتركوا رسالة للوزير مروان شربل والشعب اللبناني وزعيم حزب الله حسن نصرالله، طلبوا فيها حماية الناشطين السوريين في لبنان من تعديات قوات الأمن والجيش. وقالت الرسالة إنه "تم تسليم عدد منهم إلى النظام السوري وبالتالي تتم تصفيتهم، ونحن نحمل وزير الداخلية كامل المسؤولية عن سلامة السوريين في لبنان وسنحاسب كل إنسان أخطأ بحق الشعب السوري سواء كان داخل سورية أم خارجها". وشكر "دولة لبنان لاستقبالها النازحين". وفي سياق متصل حذرت المعارضة اللبنانية من أن سلاح حزب الله هو "أم المشاكل" في البلاد، لاسيما بعد ظهور الدلائل على تورط هذا السلاح خارج لبنان". ورأت أن على "الجميع الذهاب إلى خيار الدولة لأنه يشكل خلاصا لكل اللبنانيين"، مشيرة إلى أن ما تشهده المناطق من ظواهر مسلحة هو "ردة فعل على امتلاك حزب الله للسلاح وتهديد أمن اللبنانيين بطبخ الفتن المذهبية". وردت المعارضة على دعوة وزير الداخلية مروان شربل لمجلس النواب للتوقيع على ورقة تطلب من الأجهزة الأمنية معالجة أي خلل أمني بحزم، برفضها رمي الكرة في مجلس النواب، مذكرة أن قوة السلاح غيرت في السابق نتائج انتخابات المجلس، وسبب وجود السلاح الفردي المنفلت هو سلاح حزب الله وعدم تسليمه للجيش". يذكر أن عدداً من السفارات الأجنبية المعتمدة في لبنان أبرقت إلى حكوماتها لإطلاعها على التطورات الأمنية الأخيرة، راسمة صورة قاتمة عن الوضع في لبنان واحتمال تأجيل الانتخابات النيابية.