أكد المتحدث الرسمي باسم المجالس التنسيقية للحراك الشعبي العراقي محمد الجبوري، في حديث ل"الوطن" أن استقالة وزير المالية رافع العيساوي، من منصبه لن تكون الأخيرة، متوقعا أن تشهد حكومة نوري المالكي في الأيام المقبلة مزيدا من الاستقالات. ورغم ترحيب ساحات الاعتصام العراقية في المحافظات السنية باستقالة العيساوي أول من أمس، إلا أن الجبوري رأى أن "الأخير تأخر في الخروج من طريق الظلام إلى النور"، على حد تعبيره، وقال "إن حكومة المالكي صفوية ومسيطر عليها من قبل الحرس الثوري الإيراني". ودعا الجبوري الذي تحدث ل"الوطن" عبر الهاتف، الدول العربية الشقيقة للعراق للعمل على تدويل قضية "المكون السني" وإيصالها للأمم المتحدة. وأعلن أن الحراك الشعبي يعتزم الدخول في حالة من العصيان المدني إذا لم يسقط المالكي وحكومته، وذلك بعد نحو 3 أشهر من قيام الاحتجاجات. ورأى أن التجربة المصرية والتونسية هي الطريق الأنسب لاستمرار احتجاجات العراق في طريق "السلمية". وأكد الجبوري أن الحراك الشعبي العراقي في ساحات الاعتصام في الأنبار والفلوجة وغيرها من المحافظات السنية، مستعد للبقاء حتى لو لعام كامل، حتى تتحقق المطالب التي شكلت الشرارة الأولى للاحتجاجات، والمتعلقة بالظلم الممارس على المكون السني واستمرار احتجاز السجينات العراقيات وإلغاء نظام مكافحة الإرهاب وإسقاط المالكي. ووصف المتحدث باسم المجالس التنسيقية للحراك العراقي، المظاهرات التي خرجت للمطالبة بإسقاط المالكي وحكومته بأنها "فتح رباني". وقال "لا أحد يستطيع أن يتبنى هذا الحراك. الجماهير خرجت بشكل عفوي والمطلب واحد، ولن نتراجع عن ذلك". وحول تسارع وتيرة مطالبات المحتجين ووصولها لإسقاط المالكي، قال الجبوري "هذا التطور حصل لأن الحكومة بدأت باستفزاز المتظاهرين حينما وصفوا المظاهرات بالفقاعات. هذا الاستفزاز زاد العزيمة. وبفضل الله مستعدون أن يبقى هذا الحراك لمدة عام". ولم يخف الجبوري خشيته من أن يتحول الحراك الشعبي إلى ما لا يحمد عقباه. وقال "نأمل أن نكون مثل تونس ومصر". وحول مدى تخوفهم من أن تتكرر التجربة السورية بالعراق، قال "وضعنا يختلف عن سورية ويختلف عن جميع المناطق، ولكن إذا انجرف الأمر إلى هذا الحد ماذا نفعل؟". وأبان الجبوري أنهم كسنة ليسوا الوحيدين في الاعتصامات والاحتجاجات التي تشهدها محافظات السنة. وقال هناك عشائر من الجنوب يتصلون بنا وبعضهم قام بزيارة لساحات الاعتصام، منوها بالموقف "الجيد" للأكراد من الاحتجاجات. وخلفت احتجاجات العراق التي بدأت منذ نحو 3 أشهر، 8 قتلى في الفلوجة وحدها و50 مصابا، وفقا للجبوري، الذي قال إن القوات الحكومية تتحسب في الوقت الحالي من الدخول لساحات الاعتصام لمعرفتهم بخطورة هذه الخطوة. وأبدى الجبوري اقتناعه بضرورة تدويل قضية المكون السني في العراق. وطلب بذلك المساعدة من الدول العربية الشقيقة والخليجية على وجه الخصوص. وكشف كذلك عن زيارة مرتقبة سيقوم بها وفد من الحراك العراقي على رأسه المفتي الشيخ رافع الرفاعي، إلى مصر بدعوة من الأزهر، وسيتوجهون من هناك للقاء المسؤولين بالجامعة العربية لنقل مأساتهم، على حد وصفه.