أطلق مدرب في مجال التنمية البشرية بأبها، حملة توعوية بعنوان "أنتِ جميلة"، تهدف إلى نشر هذه العبارة بين النساء، من قِبل الزوج والأخ والأب والابن؛ بهدف تعزيز ثقة المرأة السعودية في نفسها، وإقناعها بعدم الركض خلف وهم الجمال، الذي تظن بعضهن أنه موجود في العمليات الجراحية أو الكريمات والخلطات الدارجة في الأوساط النسائية. ومن جانبه أوضح مدرب التنمية البشرية حسن بن مانع آل عمير، أن التأكيد على جمال المرأة وإخبارها بذلك والثناء على ما وهبها الله سبحانه وتعالى، يعد من أهم الحاجات النفسية لدى جميع النساء، ومن هنا فإن الحملة تؤكد وتطلب منا نحن الرجال المداومة على ترديد عبارة "أنتِ جميلة" لكل من أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا وبناتنا ونذكرهن بين الحين والآخر بأنهن جميلات ورائعات وهذه هي الحقيقة، في حين أن البعض يحاول زعزعة الثقة لدى المرأة بدوافع وأغراض تجارية من أجل استنزاف أموالها واستغلالها في أهم أمر تبحث عنه وهو الجمال. وقال آل عمير: إن فكرة الحملة يجب أن تنتشر على مستويات ونطاقات واسعة؛ لأن هذا الأمر لا يقتصر على المرأة السعودية فقط، فنجد أن عمليات التجميل والتي أطلق عليها "عمليات التشويه"، قد انتشرت في جميع أنحاء العالم، وبلا شك فإن أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا وبناتنا هن الفئات المستهدفة والمخطط لدفعها لإجراء تلك العمليات. وتابع: كل رجل محاط بالنساء من أفراد أسرته، يجب أن يؤكد لهن على تلك العبارة أو ما يقابلها من عبارات مناسبة، تزيد من ثقة المرأة في نفسها، وتجعلها تحمد الله سبحانه وتعالى على ما وهبها من نعم، وتجعل منها سيدة مجتمع تركز اهتماماتها فيما يعود عليها بالنفع. وعن النماذج الواقعية التي دفعته إلى تدشين تلك الحملة، بيّن آل عمير أن بعض الرجال السعوديين كانوا سببا في تعاسة نسائهم، بكثرة المقارنة بينهن وبين أخريات، وعدم احترام مشاعر المرأة ومعرفة رغباتها واحتياجاتها، الأمر الذي جعلها مستمرة في التفكير فيما يرضي هذا الكائن الأناني، الذي لا يفكر إلا في نفسه. إضافة إلى كثرة انتشار التعليقات الساخرة ضد المرأة في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي جعلت بعض النساء يعتقدن أنهن المعنيات بتلك التعليقات الساخرة، وتحاول إحداهن بعدها جاهدة تغيير ما يمكنها تغييره؛ حتى تصبح أفضل ممن توجه لهن تلك التعليقات، ومن هنا تبدأ المشكلة وتبدأ رحلة البحث عن منتجات ومستحضرات منتشرة وغير مرخصة، وتوزع بطرق غريبة قد تؤدي بالمرأة إلي تشويه نفسها، وإيذاء جسدها بشكل قد تصعب معالجته. وأشار آل عمير إلى أن الإعلام له دوره أيضا في التأثير السلبي على المرأة، ونحن نعلم جميعا أن وسائل الإعلام تهدف إلي تحقيق أرباح من خلال الإعلانات التجارية الخاصة بتلك المنتجات والجهات التي تدعي بأن لديها القدرة على تغيير المرأة، وتطوير أجزاء من وجهها وجسدها، وفي الحقيقة ما يقوم به هؤلاء ليس إلا عمليات تزييف وتشويه لا تغني ولا تسمن من جوع. وفيما يتعلق بالعوامل التي تبعد المرأة عن البحث الخاطئ عن الجمال، لفت آل عمير إلى أن من أهم العوامل التي تساعد في إبعاد النساء عن تلك الجراحات والمنتجات المخيفة والمدمرة، عوامل ذاتية تنبع من ذواتهن أولا، وذلك بأن تردد دائما الحمد لله على كل ما وهبني من نعم لا تعد ولا تحصى. ويأتي الأمر الثاني بضرورة إشغال المرأة نفسها بما ينفعها من طلب للعلم، واهتمام بأسرتها ووالديها وأبنائها، وتبتعد عن كل ما يقودها للتفكير السيئ في ذاتها، من الفراغ أو البرامج والمجلات والمسلسلات التي تستهدف في المقام الأول مقدرات وأموال تلك المرأة. وبعد ذلك يأتي دور المحيطين بالمرأة، بترديد عبارات المديح المختلفة على مسامعها مثل: "أنتِ جميلة" أو"مظهركِ متميز" أو "متألقة دائما يا سيدة النساء"، وغيرها من العبارات التي يستطيع الإنسان أن يؤلفها من مفرداته الخاصة، كل ذلك سيجعل المرأة تبتعد كل البعد عما يؤثر عليها. وقال آل عمير: "أتمنى من الدعاة ومن الجهات التي تتواصل مع عقول البشر تحفيز الرجال على الاهتمام بنسائهم، والتوقف تماما عن السخرية وتبادل الرسائل السلبية المدمرة لذات وثقة المرأة في نفسها، ومحاولة القضاء على سلوكيات التندر على النساء وجعل أشخاصهن وسلوكهن وسيلة للضحك والسخرية، فالمرأة إذا تطورت وزادت ثقتها في نفسها، فهذا مدعاة لبناء المجتمع وتطوير الأجيال، كما لا يمكن أن يتحقق نجاح لأي مجتمع تفتقد فيه المرأة الثقة في نفسها، وأتمنى من الجامعات السعودية والمدارس أن توجه الطالبات إلى الابتعاد عن تلك المنتجات والعمليات، وتعريفهن بمخاطر العمليات وأضرارها النفسية والجسدية على المرأة؛ حتى يتحقق الهدف المنشود، وهو تعزيز ثقة المرأة بنفسها، وجعلها فردا فاعلا في المجتمع، قادرا على العطاء بثقة وتميز.