انطلقت أول من أمس فعاليات مؤتمر "استدامة إنتاج وتربية الإبل"، الذي تنظمه كلية العلوم الزراعية والأغذية في جامعة الملك فيصل بالأحساء، واكتفت اللجنة العلمية بقبول 250 بحثا علميا مقدما لوقائع جلسات المؤتمر من أصل 400 بحث، وتستمر فعالياته 4 أيام في مقر المدينة الجامعية الجديدة، وبمشاركة علماء وأكاديميين متخصصين من 35 جنسية مختلفة. وأشار عميد كلية العلوم الزراعية والأغذية في الجامعة رئيس اللجان التنظيمية للمؤتمر الدكتور محمد آل زرعة، خلال كلمته في افتتاح المؤتمر بحضور محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، إلى أن الجامعة حرصت في مؤتمرها على اختيار "الإبل" لما له من مكانة مرموقة في نفوس العرب، وكان يسمى ب"المال"، وتقاس قوة العرب بعدد الإبل الذي أنتجوه، وهو ثمن لوقف الدم والنذور، ومن أهم العطايا عند العرب وهو من أكثر ما ينحر من الأنعام للضيوف، والمملكة أول موطن لاستئناس الإبل، مبينا أن الإبل مصدر للحليب والجلود واللحوم في المناطق الجافة، لذلك من الجدير رصد البرامج لتحسينها واستدامتها وتطوير سلالتها، مطالبا بتنفيذ مثل هذا المؤتمر كل 3 أعوام، أو تنفيذ ندوة علمية للإبل، بمثابة ندوة النخيل التي تنفذها الجامعة بين فترة وأخرى. وأكد مدير الجامعة الدكتور يوسف الجندان، خلال كلمته، أن الجامعة لها عناية خاصة بالثروة الحيوانية ومنها الإبل، وأن للجامعة دورا في الحفاظ على الثروة الحيوانية، ويأتي المستشفى البيطري ليشكل مرفقا حيويا لا يهدأ يتيح فرصة التدريب للطلبة ويوفر بيئة بحثية مناسبة لأعضاء هيئة التدريس، كما يعد مركز علاج يسهم في خدمة المجتمع بتقديم رعاية صحية مميزة للثروة الحيوانية، يقصده ملاك الثروة الحيوانية من كل حدب وصوب، ولم يكن ذلك فقط بل أنشأت الجامعة محطة خاصة بالأبحاث الزراعية والحيوانية، بجانب المراكز العلمية والبحثية المتخصصة في هذه المجالات كمركز النخيل والتمور ومركز الدراسات المائية ومركز الثروة السمكية ومركز الطيور وآخر لأبحاث الجمال وكرسي بحثي لتطبيق التقنيات الحديثة في تكاثر الإبل. وأبان راعي الحفل الأمير بدر بن جلوي في كلمته، أن المدينة الجامعية بجامعة الملك فيصل هي أحد المعالم الحضارية بمحافظة الأحساء، وأن المؤتمر يأتي انعقاده في إطار حرص المسؤولين بالجامعة على أهمية البحث العلمي كأحد أهم أهدافها ولأن البحث العلمي في هذا القرن يشكل قاعدة لتنمية الأمم ومجتمعاتها ويسهم في زيادة الإنتاجية ورفع الكفاءة في المشروعات الاقتصادية والاجتماعية ناهيك عن تقديم الحلول والعلاج لبعض الظواهر السلبية التي تعترض مسيرة التنمية وإثراء المعرفة الإنسانية وتطوير التراث نحو التراث العلمي نحو تحقيق اقتصاد المعرفة. وأننا نتطلع إلى ما يتمخض عنه المؤتمر من نتائج تسهم في تنمية البحوث نظرا لأهمية الإبل في الجزيرة العربية والمملكة خاصة لارتباطها بتاريخ وموروث الوطن. وأضاف أن الاهتمام بالأنشطة العلمية على مستوى المملكة وخاصة في الجامعات يعطي مؤشرا على إصرار هذه الجامعات بطموحها لا يقف عند حد للوصول إلى أعلى المستويات في البحث العلمي لتحقيق رؤية القيادة. وفي الختام كرم محافظ الأحساء صحيفة "الوطن"، وتسلم درع التكريم مسؤول العلاقات العامة في مركز "الوطن" بالقطاع الشرقي الزميل علي العضباء، كما تم تكريم الجهات المشاركة ورؤساء اللجان والرعاة. كما قدم الجندان هدية لراعي الحفل عبارة عن كتاب موسوعة للإبل العربية.