على غرار التحذير الذي يوضع على علب السجائر من خطورة التدخين على صحة الإنسان، وتسببه في السرطان، أجبرت السلطات الأميركية مطاعم الوجبات السريعة الشهيرة بوضع تحذير مشابه يوضح احتواء بعض الأطعمة على مواد كيميائية خطيرة قد تسبب السرطان، وتشوهات وراثية. وتداول ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صورة يظهر فيها هذا التحذير الذي ينص: "إن الأطعمة التي تقدمها هنا قد تحتوي على مواد كيميائية معروف عنها أنها تسبب السرطان، أو تشوهات خلقية للمواليد، أو أية أضرار وراثية". من هذه العبارات "البطاطا المطبوخة المحمرة مثل أعواد البطاطا المقلية، والقطع المحمرة، والبطاطا المخبوزة التي تحتوي على مادة "الأكريلاميد"، وهي مادة كيميائية معروف عنها في ولاية كاليفورنيا أنها تسبب السرطان"، و"الأطعمة الأخرى التي تباع هنا مثل الهمبورجر والبسكويتات، والقهوة أيضا تحتوي على مادة الأكريلاميد، ولكن بشكل عام بتركيزات أقل". علي بن عبدالله هجام (55 عاما)، أيد تلك الخطوة نظرا لأهميتها ودورها في تقليل نسبة الإقبال على تلك المطاعم، وقال "إن الوجبات السريعة أبعدتنا عن مأكولات المنازل، الأمر الذي جعل الجمعات العائلية تقل بنسبة كبيرة عما كانت عليه في السابق"، مبينا أنه يحاول بشتى الطرق لمنع أبنائه من تلك الوجبات، حفاظا على صحتهم، وإقناعهم بتناول المأكولات في المنزل كونه صحيا مع ضمان نظافته. فيما رفض علي بن فتحي العلوي (45 عاما)، الفكرة ورأى أنها ستتسبب في فزع الأطفال وأولياء الأمور، كون مضمون اللاصق خطيرا، ويثير المخاوف إن صحت تلك الأنباء، وقال إن هذه الوجبات سريعة التحضير، وتناسب سرعة العصر وإيقاع العمل، مؤكدا أن أبناءه يتناولون تلك الوجبات بشكل شبه يومي، وهو لا يستطيع منعهم. وتعلق اختصاصية التغذية العلاجية في مستشفى الصادق بسيهات الدكتورة ريدة الحبيب، أن الوجبات السريعة تعد بطريقة تختلف كليا عن الطرق الاعتيادية، والمتعارف عليها في المنازل، مشيرة إلى أنه في السابق ظهرت مطاعم تعد الوجبات بنفس طريقة إعداد المنازل العادية، ولكن بعد ذلك ظهرت مطاعم الوجبات السريعة التي تعتمد على ميزة الإعداد السريع للوجبة، حيث يتم إعدادها خلال دقائق، وتسويق هذه السرعة كميزة تنافسية، تناسب العاملين والمسافرين وغيرهم ممن لديهم مشكلة في عامل الوقت. وأضافت أن الوجبات الاعتيادية التي تعد داخل المنازل ليست صحية هي الأخرى بشكل كامل، وإنما تحتوي على السلبيات والإيجابيات، على سبيل المثال الكبسة السعودية أو المثلوثة وغيرها من المأكولات الشعبية التي تحتوي على نسبة عالية جدا من الدهون، ولكن فيها جانب صحي من حيث النشويات والبروتينات، وكونها تشمل اللحوم والخضار". ونوهت إلى خطورة استهلاك تلك المأكولات وبكميات كبيرة وذلك لكثرة السعرات الحرارية الموجودة بها. وقالت الحبيب "إن الوجبات السريعة بها نفس الجوانب من حيث الفائدة، لوجود اللحم والدجاج والسمك، وهي بروتينات صحية تفيد الإنسان، ولكن المشكلة تكمن في طريقة الطهي والمكونات المضافة لها، مثل كمية الملح العالية والصوديوم، وكذلك بإضافة الجبنة كاملة الدسم أو المايونيز، وهذه منتجات خطيرة تزيد الدهون ونسب الكولسترول في الدم". وأوضحت: "إن طريقة إعداد الوجبات السريعة هي التي تحولها من جانب إيجابي إلى سلبي، ولو تم شراء وجبة سريعة مشوية وبدون الجبنة، وتم إعدادها في المنزل، مع إضافة خبز القمح مع قليل من الخضار، لقلت نسبة خطورتها على الفرد، ولتحولت إلى وجبة صحية". وأشارت الحبيب إلى أن الوجبات السريعة يتم استهلاكها بشكل أكبر، خصوصا وأنها سريعة التحضير، ولكن يجب التقليل منها والذهاب إليها ما بين فترات زمنية متباعدة المدى، لأن كثرتها تسبب ازدياد الدهون بالجسم، وبالتالي الإصابة بالسمنة، وتترتب على ذلك مشاكل صحية كبيرة. وأكدت الحبيب أنها تؤيد قرار وضع اللاصق التحذيري على الوجبات، نظرا لخطورتها على المجتمع، وقالت "هناك قرار سابق صدر من قبل وزارة الصحة السعودية بضرورة وضع لاصق يحدد نسبة محتوى الوجبة من حيث الدهون، والبروتين وكبرهويدرات، أو صوديوم، مثل المعلبات التي يتم شراؤها من السوق وتجد بها ذلك الملصق، ولكن لم يطبق ذلك القرار حتى حينه"، مشيرة إلى أن على وزارة الصحة أن تبادر بنفس الخطوة إن صحت الأنباء، حتى يعرف المستهلك مكونات الوجبة التي يتناولها. ونصحت اختصاصية التغذية أولياء الأمور بتجنب الأبناء تلك الوجبات، وأهمية أن يتعود الأبناء على أكل البيت بنسبة 90٪، ويمكن أن يكون تناول الوجبات خارج المنزل قليلا، من باب التغيير مع العائلة، وهنا يجب اختيار الوجبات الصحية. الوجبات السريعة تسبب الربو والحساسية كشف باحثون من جامعة نوتنجام في المملكة المتحدة وجامعة أوكلاند في نيوزيلندا، أن تناول الأطفال الوجبات السريعة ثلاث مرات في الأسبوع يساعد على إصابتهم بالربو، والحساسية الجلدية "الإكزيما". وبينت الدراسة التي شملت 500 ألف طفل من أكثر من 50 بلدا، أن سوء العادات الغذائية قد يكون وراء ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الحساسية، وأن الذين يتناولون الوجبات السريعة من مختلف الأعمار، معرضون للإصابة بالتهاب جلدي حاد، وتقرح في العيون، وغالبا ما تحتوي على نسب عالية من الدهون والأحماض، التي تضر بالمناعة، وفي المقابل فإن الفواكه غنية بمضادات التأكسد، والإكثار من تناولها يحمي من هذه الأمراض، إلى جانب منافعها الأخرى.