فرضت المعلبات الجاهزة نفسها على المائدة المحلية، كخيار ثاني لوجبات المطاعم، بعدما تخلت ربات البيوت عن دورهن في توفير الوجبات المنزلية التي كانت تشمل الأكل الصحي. وفيما شكلت الوظيفة السبب الرئيسي في اعتماد ربات البيوت على تلك المعلبات، اعتبر عدد من خبراء التغذية أن المعلبات فخ آخر يصطاد الإنسان، في وقت تعد وجبات المطاعم الفخ الأكبر لما تسببه من سمنة وفرط في التغذية، فيما أكد الخبراء أن المواد الحافظة التي تعد أساس المعلبات لا تجرد المواد الغذائية من قيمتها الغذائية فحسب، بل تمتد آثارها إلى إصابة المستهلكين بأمراض صحية غامضة لا تكتشف إلا متأخرا. وحذرت استشارية التغذية العلاجية الدكتورة رويدا إدريس، من المعلبات التي تسبب الأورام في جسم الإنسان، مشيرة إلى أن اعتماد بعض الأسر على الأغذية المعلبة بكافة أنواعها خطورة كبرى، يجب أن نتوقف عندها قبل استهلاكها، خاصة أن تلك المعلبات تعتمد بشكل أو بآخر على مواد حافظة تختلف في الكمية والطعم، واقترابها أو ابتعادها من الطبيعية كالملح والسكر أو غير الطبيعية مثل المواد الكيميائية المصنعة في المختبرات. وأوضحت أن تلك المواد الحافظة سبب أساسي في نمو الأورام الخبيثة، بما تحتويه من مواد كيميائية، مثل نتريت الصوديوم وهو الأكثر شيوعا في استخدام حفظ الأسماك واللحوم، ويتكون من نتريت الصوديوم المواد المسببة للسرطان تسمى النيتروسامين، بيكربونات الصوديوم عبارة عن شكل من الملح، وتسمى أيضا صودا الخبز، الذي يستخدم للحفاظ على توازن الأحماض في مختلف المنتجات المعلبة مثل الذرة المعلبة والطماطم المعلبة، حيث بينت وزارة الزراعة في الولاياتالمتحدة أن بيكربونات الصوديوم والتي يمكن أن ترفع ضغط الدم للشخص عند تناول الطعام في كثير من الأحيان وخصوصا الأشخاص الذين يتبعون حمية منخفضة الصوديوم لارتفاع ضغط الدم قد يتعرض تدهور حالتهم إذا أنها تستهلك الأطعمة مع يكربونات الصوديوم. بالإضافة إلى اثنين من المواد الحافظة التي يمكن أن تسبب الحساسية هما بيكبريتيت بوتاسيوم وبيروكبريتيت البوتاسيوم، حيث إن العديد من الناس لديهم حساسية للكبريت حيث يمكن أن يحدث فعل حساسية من أي نوع، مثل الطفح الجلدي أو خلايا النحل، إذا كان شخص مع حساسية من كبريتات يأكل الأغذية المعالجة أو معالجتها باستخدام بيكبريتيت بوتاسيوم والبوتاسيوم بيروكبريتيت، قد تؤدي هذه الحساسية إلى الربو وغيرها من الآثار الجانبية. وفيما يربط استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس جمعية علوم الغذاء والتغذية سابقا الدكتور خالد علي المدني، بين غياب الأكل الصحي في المنازل واستهلاك المعلبات بمختلف أنواعها والذي تعتمد عليه 60 % من الأسر سواء في وجبة واحدة أو وجبتين، شدد على أن المعلبات أصبحت البديل الجاهز للفواكه الطازجة، ولكنها أقل قيمة من ناحية الفيتامينات والألياف والمعادن. ودعت في حال الاضطرار لتناول تلك المعلبات التأكد من صلاحيتها سواء من حيث تاريخ انتهاء الصلاحية أو الظروف المثلى في التخزين في مكان بارد جدا أو حار جدا، وألا تكون العبوة منتفخة أو مثقوبة أو يظهر عليها الصدأ أو الرائحة العفنة أو اللون غير الطبيعي بعد الفتح.