خمسة أعوام، وما أدراك ما الأعوام الخمسة، هي ليست فترة زمنية فحسب، بل تاريخ سيحفره الزمن في ذاكرته منقوشاً باسم عبدالله بن عبد العزيز، الملك الذي اختار لأجيال المستقبل طريقاً يوصل إلى كل الأبواب، عنوانه "العلم والمعرفة". لا تختص هذه البشرى التي ألقت بظلالها على الشعب السعودي على أفراد أو أسر، أو مستفيدين من برنامج الابتعاث الذي أعلن خادم الحرمين الشريفين تمديده لخمسة أعوام - وهو يدرك تماماً - أنه بذلك، يكمل مسيرة ابتدأها هو ستغير من وجه المملكة العربية السعودية وفق رؤية متكاملة لمجتمع قائم على المعرفة، ينهض بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة، ويضعها في موضع الريادة في مختلف المعارف والعلوم، إيماناً منه بأن العقل البشري هو أنجع استثمار. تلك الرؤية، تحمل في طياتها نهضة معرفية، واستثماراً وطنياً، لا تزعزعه الأزمات الاقتصادية، ولا تضعفه الموارد، ولا تؤثر فيه المتغيرات الخارجية، فالعلم سلاح، لا يمكن الوقوف أمامه. إن اهتمام الملك ببرنامج الابتعاث، ليس بمستغرب، فهو رائد الثقافة، وليس أدل على ذلك من رعايته الدائمة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"، الذي يمكن اعتباره أول وأكبر بوابة ثقافية سعودية نحو العالمية، لتتبعه خطوات متقدمة تعكس اهتمام الملك بالعلم والمعرفة. ومن الدلائل التي يشار إليها في هذا الجانب، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وهي صرح معرفي عالمي، يضم بين جنباته نخبة العقول البشرية، من دارسين، وباحثين، وأعضاء هيئات التدريس، ولا يمكن إغفال الجامعة السعودية الإلكترونية التي أطلق خادم الحرمين بذرتها، لتكون دلالة على تقدم التعليم العالي في المملكة. المهم هنا، هي النتيجة التي - يثق الجميع - بأن شواهدها ستظهر في الأجيال الحالية والقادمة على مدى مئات السنين من الآن، لتكون مداداً كتب خادم الحرمين الشريفين به مسيرة أجيال.