في مسيرة تاريخ الأمم وحياة الشعوب، تظل حركة القيادة والريادة معالم على خارطة التاريخ البشري، التي يورثها التاريخ نفسه للأجيال جيلا بعد جيل.. كما أن المقومات القيادية والسمات الشخصية وما تشكله منطلقات الفعل في مسيرتها تأتي بمثابة المداد الذي يدون به تاريخ عظماء السياسة والإدارة ولفكر. وبكل هذه المقومات كانت شخصية الملك المؤسس عبدالعزيز – رحمه الله – جامعة عالمية في حسن القيادة، وعصرية الإدارة التي استشرف من خلالها مستقبل المملكة العربية السعودية عبر مكانتها ومكانها إسلاميا وعربيا، ناهضا بصنع مكانتها العالمية برؤية شمولية جعلت من مرحلة التأسيس بناء، ومن النماء عطاء.. متخذا من عالمية الإسلام دولة اتخذت على عاتقها من عالمية الرسالة الإسلامية دوراً عالميا ينطلق من ريادتها العربية والإسلامية إلى دور عالمي كما أسس له هذا الكيان الذي نحياه اليوم، والذي سار عليه، وأكمل مسيرته ولا يزالون أبناء بررة ساسوا مسيرة المملكة العربية السعودية على مختلف المستويات وفي كافة المجالات العصرية.. ليأتي ضمن هذه المسيرة المتواصلة عطاء وبناء وتنمية عصرية شاملة.. القرار الملكي السامي من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أيده الله بنصره – باختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – حفظه الله – وليا للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية، من الشواهد السياسية المحنكة الحكيمة التي دأبت عليها قيادتنا الحكيمة الراشدة. لقد جاء اختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز تعزيزا لمسيرة بلادنا التنموية الشاملة بالمحنك السياسي والقائد الأمني المثقف، الذي أمن منذ توليه زمام وزارة الداخلية، بأن الأمن بمفهومه الشامل اجتماعيا واقتصاديا وفكريا أركان لابد من تكاملها في تكوين بنية أمنية صلبة وشامخة بفضل من الله سبحانه وتعالى، ولما أولته قيادة المملكة الجانب الأمني كغيره من الجوانب من بالغ الاهتمام بوصفه أحد الأسس التي لا يمكن لقيام أي تنمية مستدامة إلا بوجودها.. الأمر الذي جعل من سموه مهندسا ومفكرا وقائدا وبانيا للمنظومة الأمنية في مختلف مجالاتها.. ليواكب من خلال هذا البناء بلغة العلم بناء أمنيا أصبح نموذجاً يحتذى به في كافة المجالات الأمنية عربيا وعالميا، انطلاقا من رؤيته الشاملة وحنكته في إدارة هذا الركن الحصين من مهام الدولة في هذا الجانب الحيوي الهام، الذي تراهن مختلف دول العالم عليه بأن صمام الأمان للتقدم والتطور والإنتاج يكمن في الأمن الذي يتفرع إلى مختلف جوانب التنمية وجالاتها المعاصرة. ومن منطلقات النجاح الأمني الذي تحقق لبلادنا في ظل قيادتنا الرشيدة، فقد كان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، يعمل ليل نهار على تحقيق الأمن الشامل من خلال مجالات تحقق مزيدا من تعزيز شمولية الأمن بمفهومه العالمي المعاصر، ومن خلال آليات علمية وبحثية وكراس علمية ومراكز بحثية تسابق المستجدات المعاصرة، وتواكب التطلعات التي تتطلع إليها قيادتنا الحكيمة في مختلف المجالات، والتي يأتي منها الجانب الأمني خدمة للرسالة الإسلامية وللوطن بوصفه قلب العالم الإسلامي والعربي النابض، وللمواطن الذي آمن بما تحقق لبلادنا من سباق مع الزمن، ومع الصف العالمي المتقدم على كافة المستويات، التي تتحدث بها شواهد الأمن والتنمية في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات، مما جعل هذا الجانب أحد الركائز الأساسية للولاء لقيادة الباء.. والعطاء.. والتنمية.. ومما جعل من الانتماء مضرب مثل عالمي بين شعوب العالم. تكريم سموه بالدكتوراة الفخرية في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية ومن خلال ما يتطلع إليه مهندس المنظومة الأمنية في بلادنا، فقد أنشأ سموه مسارات أمنية مساندة لدور وزارة الداخلية الأمني، من خلال ما أنشأه من مراكز علمية اجتماعية هدفها البحث العلمي، الذي يؤتي ثماره من خلال ما يقدمه من دراسات تزيد من استكشاف واستثمارات المعرفة العلمية المعاصرة في تعزيز مفهوم الأمن الشامل في الوقت الذي أصبح تحقيقه مطلبا صعبا على الكثير من طالبيه والحالمين به بين مختلف شعوب العالم.. الأمر الذي يبرهن على قدرة سموه بما يمتلكه من رؤية السياسي المحنك.. والقيادي الفذ.. والمفكر الأمني.. والعبقري المثقف من مقومات شخصية وأخرى إدارية جعلت من الأمن وثقافته نموذجا عالميا ومضرب مثل للاحتفاء والإشادة في مختلف المحافل الدولية.. ليكون أول المحتفين به والمفاخرين به أبناء المملكة العربية السعودية، الذين يتقدمون أسمى مشاعر التهاني والتبريكات وأصدق صور البيعة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – حفظه الله - بمناسبة الثقة الملكية الكريمة باختيار سموه وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية، رافعين أكفهم للمولى – عز وجل – بأن يمده بعونه وتوفيقه وأن يسدد على طريق النجاح والفلاح خطاه.. إذ تجسد هذه المشاعر الوطنية أصدق مشاهد وشواهد الإنجازات التي حظيت بها إنجازات سموه، والتي جاء القرار الملكي الكريم تتويجا لثقة قائد ووطن أبي وشعب وفي. لقد جاءت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية من ابرز الشواهد العصرية في مضمار الأمن العالمي المعاصر، إذ تترجم هذه الجامعة تطلعات سموه لما يتطلبه تحقيق المفهوم الشامل للأمن، من عدة وإعداد علمي ومعرفي وثقافي.. في عصر عولمي أصبح فيه مفهوم الأمن يعني الشمولية والاستطلاع واستشراف المستقبل بعلمية من شأنها استقراء المستجدات الأمنية المعاصرة بمختلف مستوياتها ومجالاتها.. الأمر الذي يتجسد في تطلعات سموه، ارتقاء بالأداء الأمني، الذي يقوم على بنية علمية أمنية تمثلت فيما أنشأه سموه من كراسي علمية للبحوث والدراسات الأمنية على عدة مستويات اجتماعية وأكاديمية تتمثل في كراسي الأمير نايف بالجامعات، وفي الصروح البحثية ومراكز الدراسات التي تأتي جمعة نايف العربية للعلوم الأمنية أحد الشواهد الأمنية العالمية على الدور العالمي الذي تبوأه سموه عالميا من خلال الأدوار الجسام التي اضطلع بها سموه محليا وعربيا وعالميا.. إذ تعنى الكراسي البحثية بتحقيق المعرفة الشمولية للأمن الوطني على المستوى المحلي من خلال إجراء البحوث والدراسات العلمية المتخصصة فيما يختص بالجوانب الأمنية الاجتماعية، وفي مقدمة هذه الخطوط الاجتماعية شريحة الشباب بوصفهم مستقبل الوطن الذي يراهن على غده بهم من خلال إعدادهم وتأهيلهم بما يجعلهم قادرين بعون الله – سبحانه وتعالى – ثم بما توليه قيادتنا الراشدة من الدعم ألا محدود لهذه الشريحة، مما جعل متطلبات تنمية الشباب وتعزيز انتمائه وتحصين هويته الإسلامية بالعلم والمعرفة هدفا سعى إليه سموه من خلال ما يتطلع إليه من ريادة أمنية شاملة معطاءة. الأمير نايف والاهتمام المتواصل برعاية المؤتمرات الدولية فلقد عنيت هذه الكراسي بالإسهام في بناء منظومة أمنية على المستوى العلمي والثقافي والفكري والاستراتيجي من خلال ما تقدمه لمسيرة الأمن في بلادنا من رؤى استراتيجية تقدم خدمة فردية على مستوى الفرد من خلال إكسابهم المهارات العلمية والثقافية التي من شأنها أن تعزز هوية النشء وتحافظ على هويته الإسلامية عقيدة وثقافة وفكرا.. عبر برامج هادفة تقدمها كراسي سموه في مختلف المؤسسات البحثية والأكاديمية التي تحظى بدعمه وتوجيهه ورعايته الكريمة.. لتصبح هذه المنجزات العلمية ذات أنشطة ثقافية وفكرية متميزة خدمة للوطن ولمواطنيه عامة، لما تقدمه من دراسات تستنير احتياجات الشباب وتلبي احتياجاتهم المعرفية والثقافية، برؤية علمية هادفة تستمد نهجها من النهج القويم للمملكة بوصفها قلب العالم الإسلامي، ولما تؤمن به قيادتنا الحكيمة الراشدة من الدور الذي شرفت به المملكة خدمة للإسلام والمسلمين في شتى أنحاء المعمورة، خدمة لمختلف القضايا الإسلامية والعربية على كافة المستويات، وفي مختلف المحافل الدولية.. ليأتي دعم اللغة العربية لغة القرآن الكريم خير شاهد على تعزيز حضورها العالمي، إلى جانب تعزيز البحث العلمي والمعرفي والثقافي وإقامة المؤتمرات الدولية ورعايته من لدن سموه شواهد على ما أولاه ويوليه سموه من بالغ الاهتمام بالجانب الثقافي والفكري، وجعله منبرا عصريا من منابر البناء والتنمية والعطاء التي دأبت عليها قيادتنا الراشدة.. ليظل سموه مضرب مثل عالمي في سياسة الأمن وإدارته على مختلف المستويات وفي كافة الظروف محليا وإقليميا وعالميا.. إذ وصف اختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية بأنه أمر لم يدهش المتابعين لمسيرة سموه في مختلف الأدوار التي نهض بها سموه ليأتي اختياره من لدن قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اختيار محنك وسياسي وحكيم.. ليبارك الداخل والخارج هذا الاختيار الذي وصف محليا وعربيا وعالميا بأنه جاء في المكان المناسب لصاحب الإنجازات الرائدة، ليكون في مكانة أخرى مناسبة وخير سلف لخير خلف. لقد جمع سموه وزيرا للداخلية بحزم القائد.. وسعة أفق المفكر.. وحس القائد الأمني.. وحسن إدارة المنظومة الأمنية.. والتفرد فيما نهض به سموه من تحقيق مفهوم الأمن الشامل.. إذ كان الأمن الفكري أحد الشواهد التي أجمع على تفرد سموه فيها المشهد العالمي.. فلقد حرص سموه خلال عقود من العمل المخلص الدؤوب على رعاية الكراسي العلمية والبحثية، ومنح الجوائز التي ارتبطت باسمه مكانا ومكانة محليا ودوليا.. للارتقاء بالثقافة الأمنية والفكر الأمني المعاصر باعتباره أول خط من خطوط استراتيجيات الأمن الوطني، التي تجاوزت نجاحاتها وأدوارها المستوى المحلي على مستويات مختلفة في هذا المجال عربيا وعالميا.. لتصبح المملكة شريكا رئيسيا وفاعلا في المجموعة الدولية في مواجهة الإرهاب ومنظماته التخريبية على مختلف مستوياته، والتي يأتي منها الإرهاب الفكري. تجاوزت المراكز البحثية والكراسي العلمية والمعاهد المتخصصة التي وجه سموه بإنشائها، وبادر بدعمها ماديا ومعنويا، المستوى المحلي والعربي إلى المشهد العالمي.. والتي يأتي منها على سيبل المثال لا الحصر: قسم الأمير نايف بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية واللغة العربية في جامعة موسكو، إضافة إلى ما يصحب تلك المراكز والمعاهد المختصة من كراسي علمية بحثية..كما تأتي رعاية سموه واهتمامه اللا محدود لإقامة المؤتمرات الدولية، والندوات العالمية في مجالات معرفية وفكرية وثقافية، إلى جانب اهتمامه بالعلم والعلماء والمفكرين محليا وعربيا وعالميا خدمة للأمتين العربية والإسلامية والبشرية جمعاء.. بحرص ومتابعة مباشرة من سموه عرف بها سموه طيلة مسيرة عطائه لقيادته ولوطنه ومواطنيه، ولمختلف قضايا الأمة من السمات التي يتسم بها سموه في شخصه وفي إداراته لمختلف الشؤون الأمنية محليا وعربيا وعالميا، برؤية سياسي محنك خبير.. وبحنكة مفكر وصانع لاستراتيجيات أمنية لفتت إليها أنظار العالم أجمع، وبرؤية حازمة عازمة على المضي قدما بالارتقاء بالأمن الشمولي وعياً وثقافة وعلماً وعدة وعتادا..لمواصلة بناء أمننا الوطني على في مختلف المجالات.. لتظل المسيرة الراشدة المباركة، في مضيها المعهود وأملها المنشود خدمة للدين والوطن ومواطنيه الذين يتفقون بأن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية، يجسد الخطى الوثابة الواثقة، والتطلعات المستقبلية الواعدة في مسيرة الخير والبناء والعطاء.. باختيار رجل المهمات ونايف السياسة والحكمة والأمن.