لم يكن التراجع الفني والنتائجي للفريق الكروي الاتحادي الأول هذا الموسم مختلفاً عن سابقه، فالفريق الذي كان قبلها يقاتل على كل الجبهات ولا يتنازل في أسوأ حالاته الفنية عن لقب أو وصافة، يقبع حالياً في منتصف قائمة ترتيب فرق دوري زين وغادر قبلها مسابقة كأس ولي العهد على يد القادسية "درجة أولى" بهدفين نظيفين، وربما تكون حسنته الوحيدة حتى الآن بلوغه نصف نهائي دوري أبطال آسيا بيد أن إقصاءه أمام منافسه التقليدي الأهلي جاء بطعم العلقم في حلوق محبيه. نسبة متطابقة تكشف الأرقام المسجلة في 23 مواجهة خاضها الاتحاد في مختلف مسابقات هذا الموسم تراجعاً غير مسبوق لفريق لم يغب عن الألقاب لأكثر من عقد كامل، كانت 18 منها في مسابقة الدوري وأربعة في الأدوار النهائية لدوري أبطال آسيا وواحدة في كأس ولي العهد، وفي سابقة لم تحدث للاتحاد منذ مواسم طويلة تكاد تكون نسبة انتصاراته متطابقة مع نسبة خسائره حيث كسب 8 مباريات فقط منذ بداية الموسم وخسر 7 وتعادل في 8، هذا التقارب النسبي نجده حتى على صعيد الأهداف التي أحرزها الفريق نجد أنها بلغت 33 هدفاً في وقت تلقت شباكه 31 هدفاً. وضع متأزم المحصلة الرقمية الضعيفة للفريق الكروي الاتحادي لم تكن سوى نتاج ظروف عدة عصفت بالفريق هذا الموسم، ويأتي على رأسها الضائقة المالية التي يعاني منها النادي ولا تخفى على المتابعين كافة، والأسوأ أن الوضع مرشح لمزيد من التأزم، خصوصاً بعد الخلافات القوية التي طفت على السطح أخيراً بين مدرب الفريق، الإسباني راؤول كانيدا، وعضو شرف النادي أحمد محتسب من جهة، وخلاف آخر غير معلن بين كانيدا نفسه وقائد الفريق محمد نور بعد انتقاد الأخير مراراً لمدربه، خاصة فيما يتعلق بسحبه من الملعب وهو يقدم أفضل المستويات. محصلة طبيعية أظهرت الإدارة الاتحادية رغبتها في التمسك بكانيدا مستندة إلى امتلاكه رؤية مماثلة لتوجهاتها وتتمثل في الاعتماد على اللاعبين الشباب، معتبرة أن النتائج التي تتحقق حالياً هي محصلة طبيعية لمرحلة البناء التي يعيشها الفريق وستظهر إيجابياتها خلال السنوات المقبلة، وهو توجه يتبناه ويصر عليه نائب رئيس مجلس الإدارة، عادل جمجوم أحد أقوى المناصرين للمدرب الإسباني، رغم ما يتردد بقوة داخل الأوساط الاتحادية أن بقاء كانيدا رغم تراجع الفريق يأتي بسبب عدم توفر قيمة الشرط الجزائي في حال إقالته. القرار الأنسب بدوره نفى جمجوم تمسك الإدارة بالمدرب خشية دفع الشرط الجزائي، وأكد ل"الوطن" أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة، موضحاً أنه "في حال قررنا كمجلس إدارة إلغاء عقده لن يقف الشرط الجزائي عائقاً أمامنا في تنفيذ ذلك إذا كان يصب في مصلحة الفريق، ولكننا نرى استمراره حالياً هو القرار الأنسب"، مضيفاً "هذا لا يعني عدم مناقشتنا له عند وجود أي أخطاء، وهناك تقييم مستمر لعمله، سواء من جهة نتائج الفريق من حيث الفوز والخسارة أو من جهة سياسة البناء والاستعانة بأسماء جديدة تحتاج مزيدا من الوقت للانسجام مع بقية عناصر الفريق". وعاد نائب رئيس الاتحاد لينفي أيضاً وجود أي خلافات على صعيد الجهاز الإداري، وتحديداً مدير عام إدارة الكرة حامد البلوي، مع شخصيات أخرى داخل النادي، مؤكداً أن الجميع يعمل بتناغم وحسب اختصاص كل فرد، مبيناً أن "سوء الفهم ربما يحدث من أي شخص بيد أنه يتم تداركه ليواصل الفريق مسيرته".